رغم التدابير الاحترازية المتّخذة بفعل الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب والعالم بفعل انتشار جائحة "كورونا" المستجَدّ، تستمرّ سنّة الحياة فيرحل عن دنيا الناس من يرحل ويرى آخرون النور لأول مرة. ورغم تشديد التعليمات الحكومية على ضرورة الالتزام بالبقاء في البيوت إلا للتّطبيب والعمل الضروري الذي لا يمكن أن يتمّ عن بعد أو لاقتناء المواد الغذائية، كوسيلة للحدّ من انتشار وباء "كورونا"، إلا أنّ بعض العائلات تجد نفسها في وضعية استثنائية بفعل رحيل أحبّائها بأدواء متعدّدة في الظروف الراهنة. ومع إغلاق المساجد بفتوى من المجلس العلمي الأعلى بطلب من أمير المؤمنين الملك محمد السادس، صرنا نشهد جنائزَ لم تصلّ عليها بعد صلاة الجماعة في الجامِع، ودون أن يرافقها مشيّعون، بفعل التدابير الاحترازية. ويقول في هذا السياق لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة، إنّ الصلاة على الجنائز في الحالة الراهنة تكون في المقابر، بالمكان الواسع الموجود بها. ويضيف السكنفل أنّ من الممكن أن يصلّي عدد محدود من الناس على المتوفّى داخل المقبرة، ثم يدفن بعد ذلك، لأن هذا ما يتمّ في مثل هذه الأحوال، ويزيد: "من الممكن أن يصلّي على الميّت شخص واحد فقط". ويوضّح رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة أن لو كان المتوفى مصابا بهذا الوباء المستجدّ يعمّق القبر جيدا عند حفره، ويوضع الميّت في صندوق أو ما شابه ذلك، ثم يصلّى عليه وهو داخل قبره، بعد وضع الحجر والتراب عليه. واسترسل الفقيه المغربي: "عموما في مثل هذه الحالات تكون الجنازة بالمقبرة، بحضور أهل الفقيد وأناسِه، أما التشييع فيكون عاديا، بعد قيام العائلة بالتدابير والإجراءات الإدارية المعتادة كاملة، لتأخذ الفقيد بعد ذلك إلى المقبرة، وتصلّي عليه". تجدر الإشارة إلى أنّ جميع دور العبادة الخاصة بالديانات الثلاث أُغلِقَت في المملكة بفعل تدابير الوقاية من زيادة انتشار العدوى ب"فيروس كورونا" المستجَدّ.