انتشر في الأيام القليلة الماضية "فيديو" على "فايسبوك" يظهر فيه شخص فرنسي يقدم مُعطيات مفادها أن فيروس كورونا مسجل في براءة اختراع باسم عهد باستور الفرنسي، وقال إنه تمت تجربة الفيروس ولقاحه على الحيوانات منذ 2004. وانتشر "الفيديو" على نطاق واسع إلى درجة أنه أقنع الكثيرين بفحواه، وساد الاعتقاد فعلاً بأن فيروس كورونا المستجد المنتشر اليوم في دول العالم مصنوع من طرف مختبر فرنسي لأهداف غير معلنة. لكن موقع "راديو كندا" تحرى الأمر وقال في مقال نشره الأربعاء إن براءة الاختراع التي أظهرها صاحب "الفيديو" لمتتبعيه لا تثبت أن فيروس كورونا مصنوع في مختبر، بل إنها تهم لقاحاً ضد سارس SRAS، وهو مرض آخر يسببه فيروس آخر من عائلة كورونا فيروس. وذكر الموقع أن براءة الاختراع التي تحمل رقم EP1694829-B1 هي موجودة فعلاً وتعود لمعهد باستور الفرنسي، لكن تم تفسيرها بشكل خاطئ. ومع انتشار "الفيديو" على نطاق واسع، اضطر معهد باستور الفرنسي إلى إصدار بلاغ توضيحي حول الأمر، حيث قال إن ما تضمنه الشريط غير صحيح تماماً. وأوضح المعهد أنه اخترع لقاحاً سنة 2004 ضد فيروس كورونا الذي سمي آنذاك SARS-cov1، والذي يسبب مرض السارس الذي ظهر سنتي 2002 و2003 ويختلف تماماً عن SARS-CoV-2 المسؤول عن المرض الذي سمي كوفيد-19، الذي ظهر سنة 2019 وهو مستمر إلى اليوم. وأوضح البلاغ أن براءة الاختراع لسنة 2004 توضح كيفية اكتشاف الفيروس، ثم اختراع إستراتيجية لقاح ضده وليس اختراع الفيروس نفسه. وأشار موقع "راديو كندا" إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُساء فيها تفسير براءات الاختراع، بل حصل الأمر مع اختراعين آخرين في يناير الماضي، وساهم ذلك في بروز نظرية المؤامرة حول الأمر. وكما توضح منظمة الصحة العالمية فإن كورونا فيروس هو عائلة مكونة من العديد من الفيروسات التي يمكن تسبب مجموعة واسعة من الأمراض لدى البشر، من نزلات البرد إلى السارس، وهي تسبب أيضاً عدداً من الأمراض لدى الحيوانات. والفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 هو واحد من العائلة سالفة الذكر؛ وبالتالي فإن البراءة المعنية التي تعود لمعهد باستور الفرنسي لا علاقة لها بالوباء الحالي، بل تتعلق بلقاح ضد السارس، وهو وباء آخر ناجم عن فيروس كوروني آخر.