حرصا منها على استمرار البحث حتى بعد إيقاف خدماتها، ذكرت المكتبة الوطنية، في بلاغ لها، أنّها ستعمل ابتداء من اليوم الأربعاء على مساعدة الباحثين في الحصول على الوثائق المرقمنة من مخطوطات ومجلّات وكتب التي يرغبون في الاطلاع عليها. وبعدما أغلقت أبوابها في إطار تدابير الحدّ من انتشار وباء "كورونا"، وضّحت المكتبة الوطنية، في بلاغها، أنّها ستعمل على تقديم مجموعة من خدماتها عن بعد في إطار "الحرص على استمرارية المرفق العمومي في تقديم خدمته للمرتفقين". وذكرت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية أنها ستوفّر أيضا الخدمات الإدارية للمرتفقين على الخطّ، إضافة إلى خدمات الإيداع القانوني، وخدمات تسجيل المنخرطين، فضلا عن اعتمادها نظام العمل عن بعد بالنسبة إلى المستخدمين الذين لا تقتضي طبيعة عملهم ضرورة حضورهم إلى مقرّ العمل، ابتداء من الثلاثاء، مع استخدام تقنيات الاجتماع الرقمي بالنسبة إلى الاجتماعات الضرورية. وقال محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إنّ الأمر يتعلّق بتدبيرين؛ مكتبة رقمية بمعنى من المعاني، "نزّلنا فيها مجموعة من الكتب والوثائق التي يمكن الاطلاع عليها في موقع المكتبة"، و"مصلحة التواصل ستبقى مشتغلة عن بعد، ومن كان لديه طلب حول مخطوط أو صفحات، يمكننا أن نوفّر له هذه الخدمة". وأضاف مدير المكتبة الوطنية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ هذا القرار، الذي اتّخذ الثلاثاء، سيبدأ العمل به يوم الأربعاء، بعدما تمّ وضع مخطوطات يمكن الاطلاع عليها رقميا. ووضّح الفران أنّ التوصل بطلبات الحصول على الوثائق المرقمنة وتلبيتها، سيتمّ عبر البوابة الإلكترونية للمكتبة الوطنية. كما ذكر المتحدّث أنّ "المكتبة الوطنية قد حاولت في هذه الظروف التي تمرّ منها البلاد الاقتصار فقط على ما هو أساسي، وبالتالي فإنّ من يستطيعون العمل عن بعد سيكون لهم ذلك، مع توفير مجموعة من الخِدمات التي ستتمّ عن بعد طيلة هذه المدّة، من تسجيل واجتماعات وغيرها مما يمكن أن نقوم به رقميا إلى أن يأتي الفرج". تجدر الإشارة إلى أنّ المكتبة الوطنية قد أوقفت خدماتها المكتبية في نهاية الأسبوع الماضي وحتى إشعار آخر في إطار التدابير الاحترازية للحدّ من انتشار فيروس "كورونا" على المستوى الوطني، بعدما علّقت جميع أنشطتها الثقافية والفنية قبل ذلك بأيام. كما علّقت مؤسسات ثقافية أخرى أنشطتها، كان آخرها "أرشيف المغرب" التي تحدّثت في بلاغ لها عن تعليق جميع تظاهراتها الثقافية والعلمية، وتوقيف خدمات قاعة المطالعة ورواق الأرشيف، في إطار التدابير الاحترازية للحدّ من انتشار فيروس "كوفيد 19". يأتي هذا بعدما دعت وزارة الداخلية إلى إغلاق المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح وقاعات الحفلات والأندية والقاعات الرياضية، ودعت المواطنين إلى "الانخراط والمساهمة بقوّة ومسؤولية وحسّ وطني، والتجاوب الإيجابي مع مختلف التّوجيهات والإجراءات المتخذة لتدبير هذا الطارئ الاستثنائي". وسبق لوزارة الداخلية أن أعلنت متمّ الأسبوع الماضي منع جميع التجمعات العمومية التي يشارك فيها خمسون شخصا فما فوق، حتى إشعار آخر، كما ذكرت أنّه قد "تقرر أيضا وحتى إشعار آخر إلغاء جميع التظاهرات واللقاءات الرياضية والثقافية والعروض الفنية".