يلعب المنتخب الوطني المغربي، الذي تعرض للخسارة في الجولة الأولى أمام نظيره التونسي 1-2، يوم الجمعة المقبل آخر أوراقه عندما يواجه منتخب الغابون، برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن الدورة ال28 من كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم المقامة حاليا بالغابون وغينيا الإستوائية. ولن يكون أمام العناصر الوطنية من خيار، سوى انتزاع ثلاث نقاط الفوز الكفيلة وحدها ودون غيرها بإبقائه في السباق من أجل إحدى بطاقتي المجموعة نحو الدور الثاني، وإلا فإن الآمال ستتبخر خاصة وأن الفرصة مواتية أمام منتخب نسور قرطاج" لرفع رصيده من النقاط إلى ستة عندما يلتقي في الجولة الثانية منتخب النيجر، الذي أبان عن تواضع كبير في لقائه الأول أمام منتخب الغابون (خسر 2-0). ولبلوغ الهدف المنشود، سيكون على الناخب الوطني إيريك غيريتس، إيجاد حلول ناجعة لتجاوز معضلة انعدام الفاعلية خاصة على مستوى خط هجوم فريق يزخر بالعديد من المواهب التي تفعل كل شيء عدا تسجيل الأهداف الشيء الذي يبقى بالفعل لغزا محيرا. كما ينتظر الإطار التقني البلجيكي والطاقم المرافق له، عمل كبير يتمثل في الرفع من معنويات لاعبيه الشباب، وهو الأمر الذي يتقاسمه أيضا اللاعبون القدامى الذين من المفترض أن يكونوا قدوة ويساعدوا زملاءهم الحديثي العهد بمثل هذه التظاهرات على تجاوز كبوة الإثنين الماضي. وكان حسين خرجة عميد "أسود الأطلس" قد أكد مباشرة بعد المباراة الأولى على الدور الهام الذي ينتظره بمعية اللاعبين، الذين سبق لهم أن عاشوا مثل هذه الأجواء، في دعم وتأطير العناصر الشابة من خلال توضيح أن الخسارة شيء وارد في عالم كرة، القدم، وأنهم خسروا معركة ولم يخسروا الحرب، وأن الحظوظ لازالت قائمة ومشروعة. والأكيد أن المهمة في المباراة الحاسمة أمام منتخب الغابون، الذي يتمتع بدعم لامشروط من طرف جماهيره، ستكون صعبة للغاية لكنها لن تكون بالتأكيد مستحيلة، خاصة وأن الفوز أمام منتخب ضعيف كالنيجر لايشكل معيارا لقياس قوة منتخب "الفهود"، الذين سيكون عليهم بذل جهود كبيرة في الاختبارين الحقيقيين القادمين أمام المنتخبين المغربي والتونسي. ويبدو من الوهلة الأولى أن لاعبي المدرب جيرنوت روهر، سيعتمدون على الضغط مبكرا على المعترك المغربي بهدف بعثرة أوراق نظرائهم المغاربة وإحداث الفارق، وهي النية التي لم يخفها ديديي أوفونو إيبانغ (حارس مرمى الفهود والنادي الفرنسي لومان) مباشرة بعد الفوز على منتخب النيجر "ومن الخطأ أن أتمنى الهزيمة للفريقين، ولكن أنا أفضل أن أواجه في الجولة الثانية (الجمعة أمام منتخب المغرب) منتخبا يكون في حاجة ماسة للفوز وتدارك الموقف. وأضاف أن المعادلة في هذه المباراة ستكون مبنية على ممارسة ضغط مكثف على الفريق الخصم لنكون أقرب إلى الهدف الذي من شأنه أن يمهد الطريق نحو الانتصار والإقتراب أكثر من الدور الثاني، لكن دون إغفال الشق الدفاعي المتمثل في حماية المناطق الخلفية من الهجمات المضادة. وفي المقابل، ستشكل المباراة الثانية، التي ستجمع بين منتخبي تونس والنيجر، فرصة للأول لتمهيد الطريق نحو الدور الثاني. ما لم تحدث مفاجأة كبيرة، فإنه سيكون بإمكان "نسور قرطاج"، حجز بطاقة التأهل المبكر إلى الدور الثاني. ولبلوغ هذا الهدف، فإن سامي الطرابلسي يتوفر على الأسلحة اللازمة، والمتمثلة في فريق منظم دفاعيا وهجوميا، مع وجود لاعبين قادرين على إحداث الفارق من "نصف فرصة". وحتى في الغياب المحتمل للمهاجم صابر خليفة، الذي أصيب في المباراة الأولى، فإن البدائل تبقى متاحة. والسؤال المطروح يبقى هو هل يشكل منتخب النيجر خصما في المتناول. بالتأكيد، وخاصة بعد المستوى المتوسط، الذي ظهر به في مباراة الجولة الأولى، والذي لم يكن كارثيا في أول مشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، إذ بالرغم من الهزيمة، بدى منتخب النيجر منظما تنظيما جيدا، ما يدل على أن هذا الفريق يتوفر على عقلية كروية راقية. كما يجب الأخذ بعين الإعتبار حقيقة أن بداية المنافسة لا يتم بالإيقاع ذاته، ما يعني أن منتخب النيجر لم يكشف على جميع إمكاناته، وأن اللاعبين الذين خانتهم التجربة في مباراتهم الأولى قد يظهرون بوجه مختلف في ما تبقى من الدور الأول ما يجعل من هذا المنتخب "المجهول الكبير" للمجموعة والذي يجب الاحتياط منه.