شرعت السلطات الصحية في دول عربية عديدة في فرض حظر على مقاهي "الشيشة" ومنع بيعها، للحيلولة دون ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا"؛ ومن ضمن هذه الدول تونس، والكويت، وإيران. وقررت وزارة الصحة في الكويت، منع تدخين الشيشة في جميع المقاهي في الوقت الراهن، كإجراء احترازي لتجنب تفشي فيروس "كورونا"، الذي سجل إصابات في البلاد بلغت 58 شخصاً حتى الآن. وعلى الرغم من تسجيل تونس لحالة إصابة واحدة بفيروس "كورونا" لمواطن تونسي، فإن المدير العام للرعاية الصحية في وزارة الصحة التونسية دعا التونسيين إلى الابتعاد عن مقاهي الشيشة واستعمالها، لما تشكله من خطورة نقل الأمراض التنفسية وخاصة الفيروسات ضمها فيروس "كورونا". وفي المغرب، يتربص فيروس "كورونا" بمرتادي مقاهي "الشيشة" المنتشرة في مختلف المدن المغربية، ويعود سبب خطر انتقال العدوى في هذه الأماكن عبر الرذاذ التنفّسي؛ لأن نفسا واحدا من الشيشة قد يزيد من احتمال الإصابة بالفيروس وانتشاره، وفق أطباء متخصصين. وأكد متخصصون في مجال الطب، في تصريح لهسبريس، أن الهواء المتصاعد من "الشيشة" قد يحمل رذاذ (لعاب) الشخص الذي قد يصل إلى الشخص الجالس إلى جانبه أو أمامه؛ وهو ما يعني أنه إذا كان شخص واحد مصاب بفيروس "كورونا" داخل مقهى للشيشة فإن خطر إصابة جميع مرتادي هذا النوع من المقاهي يبقى أمر وارد جداً. ومعلوم أن عدد مستهلكي "الشيشة" في المغرب هو كبير جداً، وتقدر الإحصائيات أن مستعملي "الشيشة" يتجاوزون 20 ألف يومياً، ويتجاوز عدد المقاهي على الصعيد الوطني الألفين. ولم تتخذ السلطات الصحية والأمنية في المغرب أي اجراء وقائي أو توعوي لإغلاق هذا النوع من المقاهي كإجراء احترازي. كما لم تصدر الحكومة أي أوامر لمنع استخدام كل ما يتعلق بمنتجات واستهلاك "الشيشة" في المقاهي المغربية. ولا توجد أي مراقبة داخل مقاهي "الشيشة" بالمغرب أو إجراءات صحية جديدة بسبب فيروس "كورونا"، حيث يمكن استعمال "شيشة" واحدة مرات عديدة في اليوم لعدد كبير من الزبائن دون تغييرها أو تطهيرها، أو تعقيم القارورات من طرف أصحاب المقاهي، الذين لا يهمهم سوى جني الأموال على حساب صحة المستهلك. وعلى الرغم من أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أكد أن فيروس "كورونا" ينتقل عبر الرذاذ (اللعاب)، فإن اللجنة الوطنية للقيادة، التي تم إحداثها منذ الإعلان عن حالات الالتهابات التنفسية الحادة الناجمة عن فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، لم تعلن إلى حدود اليوم عن إجراءات منع "الشيشة" في المقاهي. هسبريس طرحت سؤالاً على محمد اليوبي، مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، حول إمكانية إصدار السلطات الصحية لقرار إغلاق مقاهي الشيشة في هذه الفترة التي ينتشر فيها فيروس "كورونا" بشكل يومي في مختلف مناطق العالم، فأكد ضرورة اتخاذ المواطنين المغاربة لإجراءات وقائية شخصية فردية تجاه مقاهي "الشيشة". وأوضح مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض، في تصريح لهسبريس، أن وزارة الصحة "تنصح باستمرار غسل اليدين بالماء والصابون، وهو ليس بإجراء مفروض على المغاربة؛ ولكننا نقدم النصيحة للمواطنين لكي ينخرطوا في هذا الإجراء". وأضاف المصدر ذاته أن وزارة الصحة "تنصح أيضا بتهوية الأماكن العمومية، لكن على مستوى تنفيذ هذا القرار يبقى صعباً، وهو نفس الأمر بالنسبة لمقاهي الشيشة التي لا دخل لنا فيها كوزارة الصحة"، مضيفا: "على مستعملي الشيشة أن يعرفوا الخطر الذي يتربص بهم". وأشار اليوبي، في تصريحه، إلى أن "المغرب، إلى حدود الآن، سجلت فيه إصابتان بفيروس كورونا، ولم نصل بعدُ إلى مرحلة انتشار الفيروس في أرجاء البلاد"، مردفا أنه "على الرغم من ذلك فإن اللجنة الوطنية للقيادة أكدت أنها يمكن أن تتخذ إجراءات أخرى فيما بعد، حسب التقييم اليومي للمخاطر".