تواصل الحكومة الإيطالية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تفشي فيروس "كورونا" المستجد في البلاد، وهي في طور تبني تدابير إضافية لاحتوائه، بحسب ما كشفت عنه وسائل الإعلام المحلية. وتتجه الحكومة إلى التوصية باحترام مسافة آمنة بين الناس وتجنب المصافحات والقبلات، وأن تقام مباريات كرة القدم بدون جمهور. وتعد إيطاليا ثالث أكثر الدول تضررا في العالم من تفشي فيروس "كوفيد-19"، بعد الصين وكوريا الجنوبية، وقد وصل عدد الوفيات بها حتى الآن إلى 79 شخصا من أصل 2502 حالة موثقة، وفقا لما جاء في حصيلة الثلاثاء. وستستمر هذه التدابير لمدة شهر، وستشمل هذه المرة البلاد بأكملها، بدلا من اقتصارها على مناطق الشمال حيث تتواجد النسبة الأكبر من المصابين. وتعتبر لومبارديا في منطقة ميلانو، وإميليا رومانيا وفينيتو حول البندقية، الثلاث الأكثر تضررا. وشهد الدوري الإيطالي لكرة القدم إرجاء العديد من اللقاءات بسبب المخاوف من انتشار الفيروس، أبرزها كان مقررا يوم الأحد بين يوفنتوس وإنتر ميلان اللذين سينتظران حتى ماي لخوض هذه المواجهة. كما قررت السلطات المحلية إرجاء المباراة بين يوفنتوس وضيفه ميلان؛ برسم إياب الدور نصف النهائي من مسابقة كأس إيطاليا. وكان من المفترض أن تقام المباراة الأربعاء على ملعب "أليانز أرينا" في تورينو، لكن المحافظ، كلاوديو بالومبا، اعتبر أن القيود التي فرضتها الحكومة على من يمكنه حضور الأحداث الرياضية ليست كافية لضمان السلامة. وسجلت المناطق الإيطالية ال21 حالات إصابة بالعدوى، باستثناء فال داوستا المجاورة لفرنسا. وينص المرسوم الذي أعدته الحكومة على تجنب التجمعات والحشود قدر الإمكان، ولهذا السبب ستقام جميع مباريات كرة القدم خلف أبواب موصدة. كما لن يكون متاحا للجماهير مشاهدة الحصص التدريبية لفرقها. ويمكن تعديل هذا التدبير، الذي اعتمد لمدة شهر واحد، بعد أسبوعين. وسيتم تأجيل المعارض التجارية والمؤتمرات المزمع إقامتها، لا سيما في قطاع الصحة من أجل تحرير العاملين فيه قدر الإمكان. كما يُنصح جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً بالبقاء في منازلهم، وعدم الذهاب إلى الأماكن العامة. ويتم تقديم هذه النصح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وما قد ينشأ عنه من مشاكل صحية؛ إذ إن الجزء الأكبر من حالات الوفاة في إيطاليا هم كبار السن (بين 80 و90 عاما) أو من الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وفقا للدفاع المدني. وطلبت الحكومة من مواطنيها خلق مسافة أمان بين بعضهم تبلغ مترا واحدا، واستعمال المناديل خلال العطس والسعال، وتجنب ملامسة إفرازات الجهاز التنفسي، و"عدم مشاركة الزجاجات والأكواب، على وجه الخصوص خلال الأنشطة الرياضية". ووضعت 11 بلدية في شمال البلاد حتى الآن في "المنطقة الحمراء" تحت الحجر الصحي. وتم تحديد المركز الرئيسي للوباء في إيطاليا في كودونيو، على بعد 60 كيلومترا جنوب مدينة ميلانو. وقد أجرت إيطاليا حتى الآن 25856 فحصا على أشخاص يشتبه في إصابتهم بالعدوى، وهو العدد الأكبر من الاختبارات في أوروبا.