في الوقت الذي يستمر فيه فيروس "كورونا" في نشر الرعب في مختلف أرجاء العالم، بعد أن بلغت عدد حالات الإصابة به تسعين ألف حالة، نجم عنها وفاة ثلاثة آلاف من المصابين، دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، المغاربة إلى عدم التهويل من تداعيات هذا الفيروس. وقال العثماني، في ندوة صحافية مشتركة مع وزير الصحة: "أمام غياب دواء لهذا الفيروس إلى حد الآن، ينبغي أن يلتزم المواطنون بالإجراءات الاحترازية التي تدعو إليها الحكومة، وعلينا أن نستشعر هذه المسؤولية التي هي مسؤولية فردية حتى نتمكن من الانتصار في معركة الوقاية من هذا المرض ومواجهته". رئيس الحكومة حرص على دعوة المغاربة إلى "الحفاظ على الهدوء وتجنب مشاعر الخوف والهلع والارتباك، وأن يستمروا في العمل الاعتيادي، وتنقلاتهم الاعتيادية، دون تغيير ما لم تصدر أوامر غير ذلك من السلطات المختصة". وذهب العثماني إلى القول إن الشائعات، التي تروج حول فيروس "كورونا"، تضرّ بالمغرب وتبث الرعب في نفوس المواطنين والتشويش عليهم، على حد تعبيره، مشيرا أن المغرب يتعاطى مع هذا الموضوع بأقصى درجة اليقظة. وفيما يتعلق بإمكانية إلغاء الأنشطة والتظاهرات الرياضية والثقافية والمؤتمرات التي يحتضنها المغرب، بسبب فيروس "كورونا"، قال العثماني إن هذا لا يعني إلغاء جميع التظاهرات التي ستنظم في المملكة؛ بل سيتم تطبيق إجراء الإلغاء حسب السياق، أي في حال دعت الضرورة إلى ذلك، خاصة التظاهرات التي يشارك فيها أجانب، من الدول التي ينتشر فيها الفيروس. وإلى حد الآن، سُجلت في المغرب 27 حالة مشتبها فيها بالإصابة بفيروس "كورونا"؛ لكن التحاليل التي أجريت لها كانت سلبية وأثبتت عدم إصابتها. واعتبر العثماني أن عدم تسجيل أي حالة إصابة في المغرب إلى حد الآن "راجع إلى الاحتياطات الاحترازية التي تم اتخاذها". وبالرغم من تسجيل حالات إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" في بعض الدول المجاورة مثل الجزائر وإسبانيا، قال العثماني إن المغرب اتخذ جميع الاحتياطات الاحترازية على مستوى المراقبة في المطارات والموانئ والمعابر الحدودية. وأكد العثماني أنه على الرغم من الاشتباه في سبع وعشرين حالة، أثبتت التحاليل المخبرية عدم إصابتها؛ "لكنني أطمئن المواطنين أن الحكومة تتابع الموضوع عن كثب، وتراقب الوضع عبر منظومة الوقاية والرصد، وبتنسيق مع مختلف المتدخلين، وهي مستعدة للتصدي لهذا الوباء". واستبعد العثماني إلغاء الرحلات الجوية، "طالما لا يوجد ما يدعو إلى إيقافها"؛ لكنه استدرك أن هناك رفعا لدرجة اليقظة والمراقبة خاصة بالنسبة للرحلات القادمة من المناطق التي ينتشر فيها فيروس "كورونا"".