تباينت اهتمامات الصحف اليومية، الصادرة الثلاثاء 24 يناير 2012، حيث غطت العديد من المواضيع المختلفة، أهمها وعود رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الاجتماعية والاقتصادية للفقراء، وخطة وإمكانيات إصلاح العدالة، وحديث ضابط سابق في جهاز المخابرات المغربية عن قيام شركة "رونو" بأعمال تجسيية فوق التراب المغربي ضد بعض الدول الأسيوية. وعود اجتماعية.. تواجهها إكراهات اقتصادية يومية "أخبار اليوم" وقفت في خبر مركزي عند الوعود التي تقدمها حكومة عبد الإله بنكيران للفقراء، ونشرت الخبر في صفحتها الأولى تحت عنوان "وعود بنكيران للفقراء.. هل تحدث ثقبا في الميزانية؟"، قالت فيه "ما زال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، يوزع الوعود المغرية على الفقراء ومحدودي الدخل رغم انتهاء حملة الانتخابات التشريعية. وتركز حكومة بنكيران بالأساس على الطبقات الفقيرة والمتوسطة والمتقاعدين والطلبة في وعودها". وأوردت الجريدة آخر هذه الوعود التي قالت بأن مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، كشف عنها في برنامج تلفزي ليلة الأحد الإثنين، "إذ أعلن عزم الحكومة رفع الحد الأدنى من المعاشات من 1000 درهم إلى 1500 درهم". كما استدعت قول لحسن حداد، وزير السياحة، بأن الحكومة الجديدة ستعيد النظر في صندوق المقاصة الذي يمتص نحو 45 مليار درهم، لتوفير الموارد المالية لصناديق جديدة، مثل صندوق التضامن وصندوق التضامن الاجتماعي للمعوزين. وبعد أن قدمت "أخبار اليوم" مجموعة من الأرقام والمبادرات (1500 درهم حد أدنى للمعاشات، 3000 درهم حد أدنى للأجور، تقديم إعانات مالية مباشرة للفقراء، الرفع من منح الطلبة)، استفسرت الخبير الاقتصادي إدريس بنعلي الذي اعتبر أن وعود الحكومة للفقراء ممكنة التحقيق إذا "تحققت نسبة نمو في حدود 7 في المائة"، موضحا أن الظرفية الاقتصادية الحالية، حيث عجز الميزانية قارب 6 في المائة، وحيث تنافسية الاقتصاد الوطني في تراجع، "لا يمكن أن تساعد الحكومة على تحقيق وعودها"، وإن هي فعلت فإن ذلك من شأنه أن يضعف الاقتصاد الوطني، لأن الزيادة في الأجور تكون فقط حين يتحقق النمو. إصلاح العدالة.. الورش الصعب "الصباح" خصصت ملف "عدالة" لموضوع "إصلاح العدالة.. الخطة الغائبة"، اعتبرت فيه أن برنامج بنكيران تضمن وعودا افتقدت الأرقام وإجراءات تخليق قطاعي الأمن والقضاء، واستقت تصريحات من مجموعة من المعنيين والخبراء والمتدخلين في ميدان القضاء. وفي هذا السياق اعتبر عبد الرحمان بنعمرو، نقيب سابق للمحامين وناشط حقوقي، أن التصريح الحكومي مجرد برنامج لما تنوي الحكومة القيام به وتنفيذه خلال ولايتها، في حدود وعود معينة، وهو مثل باقي البرامج الحكومية السابقة مجرد برنامج، يحكم له أو عليه في مدى قدرته على تنفيذ مقتضياته. من جهته عمر ودرا، نقيب هيأة المحامين بالدار البيضاء، قال للجريدة بأن "البرنامج الحكومي جاء بمبادئ عامة في ما يخص نظرة الحكومة إلى إصلاح العدالة، وهي مبادئ لا تختلف عما ورد في برامج أخرى وعن مطالب هيآت المحامين، وبالتالي فتنزيل هذه المبادئ هو الذي سيعطينا فكرة عن مدى الذهاب بعيدا في تطبيق هذا البرنامج". كما استحضرت "الصباح" رأي كتاب الضبط من خلال عبد الصادق السعيدي، الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للعدل، والذي اعتبر أن التصريح الحكومي مجرد تجميع لمطالب الحقوقيين والمهنيين والمهتمين بالشأن القضائي منذ عقود، و"وضع الكثير من الأهداف في الشق القضائي ولم يحدد ولو وسيلة واحدة لتحقيقها مما يجعله أقرب إلى انطباعات أو ورقة مطلبية أو برنامج انتخابي". أما سعيد بورمان، رئيس المجلس الجهوي للمفوضين بالبيضاء، فقد قال للجريدة بأن التصريح الحكومي يحتاج إلى شفافية وزير العدل والحريات في إدارة هذا الملف لمد جسور الثقة بين العدالة والمتقاضين. ضابط سابق في المخابرات: "رونو" تتجسّس أما يومية "المساء" فقد فضلت أن تخصص صدر صفحتها الأولى لخبر عنونته ب"فضيحة.. "رونو" الفرنسية تقود أعمالا تجسسية من داخل المغرب"، قالت في مطلعه "فجر ضابط سابق في الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا ب"الديستي"، قنبلة من العيار الثقيل عندما تمكن من الوصول إلى معلومات "تورط" شركة "رونو" الفرنسية في القيام بأعمال تجسسية فوق التراب المغربي ضد بعض الدول الآسيوية". وكشفت الجريدة أن الضابط السابق، كمال حجاوي، والذي يعمل مسؤولا أمنيا بالشركة، عثر على خزان معلومات (كارت ميموار)، وعندما قرأه في حاسوبه الخاص اتضح له أنه يتضمن معطيات حول عملية تجسس صناعي على مواقع استراتيجية في الهند وصورا ومقاطع فيديو التقطت خلسة داخل إدارات ومعامل هندية، إضافة إلى بعض الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية لبعض السدود وأخرى لأبواب بعض الثكنات العسكرية. واتصلت "المساء" بمسؤول التواصل في شركة "رونو" والذي نفى المعطيات المتعلقة بوجود فضيحة تجسس، معتبرا أن الأمر يتعلق بمعطيات وصور خاصة بمصانع شركة "رونو" عبر العالم، ومن بينها مصانعها في الهند.