خرجتْ ساكنة زايو بإقليم النّاظور، مساء الأحد، في مسيرة حاشدة جابت أبرز شوارع المدينة، للمطالبة بالافتتاح الفوري لمستشفى القرب الذّي عمّر مشروعُه طويلا دون إخراجه إلى حيّز الوجود بسبب عدم احترام المسؤولين الأجل المُحدّد لانطلاقه. وشارك في المسيرة الاحتجاجية، التي نُظّمت بطريقة عفوية، عددٌ من الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، التي قامت بالتّنديد ب"تماطل المسؤولين" في ظلّ معاناة السكان من غياب الخدمات الصحية، وحاجتهم إلى مركز استشفائي يخلّصهم من معاناة الانتقال إلى المستشفيين الإقليميين بالنّاظور وبركان. وردّد المحتجون، الذين استجابوا لنداء المسيرة العفوية، رجالا ونساء وأطفالا، عددًا من الشّعارات المناوئة لسياسة تهميش المدينة، والاستهتار بالقطاع الصّحي الذي وصفوه ب"الكارثي"، في ظلّ افتقار مدينة بحجم زايو إلى مراكز استشفائية ملائمة تستوعبُ حاجيات الساكنة لخدمات التّطبيب. وطالب المحتجون بالافتتاح الفوري للمستشفى في أقربِ الآجال، والعمل على تجهيزه بالأطقم والأجهزة الطبية الضرورية، وفق المعايير التي تم تحديدها سابقا حول تصميم المشروع. وجاء في البيان الختامي للمسيرة الاحتجاجية أن "مدينة زايو التي تعرف تعدادا سكانيا مهما ما زالتْ تعاني من الواقع الهش والمرير الذي يعرفه قطاع الصحة محليا"، مشيرا إلى أن "مدينة زايو تسجل في كل مرة مآسيَ في صفوف نساء وأطفال في مقتبل العمر، وشيوخ وفئات عمرية أخرى". وانتقد البيان، الذي حصلت جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخةٍ منه، "سياسة التهميش والإقصاء من لدن القيمين على القطاع وطنيا وجهويا وإقليميا؛ الذين جعلوا مدينة زايو محليا تحتل مراتب متدنية على كافة المؤشرات بالجهة الشرقية وعلى المستوى الوطني". وأعلن البيان استنكاره "التقاعس الواضح في إخراج المستشفى إلى حيز الوجود في وقته"، محمّلا "المسؤولية الأخلاقية والقانونية لكافة المسؤولين الساهرين على هذا الملف". ودعا إلى "فتح تحقيق شامل لمعرفة من كان السبب في هذا التعثر". كما دعا إلى "ضرورة التدخل العاجل لتصحيح الأوضاع ومعالجة الأعطاب التي حالت دون افتتاح المستشفى المحلي بما يحقق للمواطنين في هذه المدينة حقهم المشروع في الولوج إلى الخدمات الصحية"، مشددا على ضرورة "إنشاء هذه المؤسسة العمومية بما ينسجم وأنسنة الخدمات الصحية، مع استحضار نفسية المرضى وعائلاتهم".