"جمودٌ" متواصلٌ سيدومُ لشهور إضافية يعيدُ ملفّ الصّحراء إلى نقطة الصّفر، بحيث لم ينجح الأمين العام للأمم المتحدة في إنهاء "البلوكاج" القائم بشأنِ تعيين مبعوث جديد إلى الصّحراء، بينما تلوّح جبهة "البّوليساريو" باتخاذ إجراءات تصعيدية إن لم يتحرّك المنتظم الدّولي لتحقيق التّسوية الأممية. ولم يجد الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في طمأنة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن استكمال خطّة التسوية السّياسية للنّزاع أيّ إشارات "جديّة" بحسبه، مؤكّداً أنّ "الجبهة لا يمكنها أن تنخرط في أي مجهود لا يحترم بالكامل الحق الدولي للشعب الصحراوي" وفق تعبيره. وتوقّفت العملية السّياسية في الصّحراء عقبَ فشل الأممالمتحدة في إيجاد بديل للمبعوث الخاص السّابق هورست كوهلر، الذي غادرَ "تعقيدات" الملفّ لدواع صحيّة، بينما يترقّب المغرب "مخرجات العملية السّياسية والحوار الدّولي على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن". وتراهنُ الجبهة على عامل "الوقت" من أجل فرضِ تصوّرها الخاص بشأن النّزاع، إذ تعملُ على نقل تطورات الملفّ إلى مستويات إقليمية من خلال إثارته داخل الاتحاد الإفريقي، إذ لم تعد البوليساريو، كما يؤكّد أمينها، تؤمن "بدور الآليات الدّولية لحلّ النزاع"، داعياً مجلس الأمن إلى "تحمّل كامل المسؤولية". ويرى بوجمعة بيناهو، الباحث في العلوم السياسية والمهتم بقضايا الصحراء، أنّ "العملية السّياسية في الصّحراء مرتبطة بالجوّ السّياسي الإقليمي والدّولي"، مبرزاً أنّ "الطّرف الأساسي في العملية هو الجزائر التي تمرّ بمرحلة انتقالية بعد انتخابات جديدة وفرز قيادة جديدة لها تصوّر خاص للنّزاع". ويضيف بيناهو في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنّ "ملف الصّحراء لم يصل إلى الباب المسدود كما تدّعي ذلك جبهة البوليساريو؛ وإنما هناك عمل متواصل من أجل إيجاد حل توافقي للملف ببصمة دولية تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية"، مؤكّداً أنّ "التعيين الأممي لمبعوث خاص في الصّحراء لن يطول كثيراً". وأوضح الباحث في الشّأن الصحراوي أنّ "رهان الاستقرار مطروح بشكلٍ كبير في منطقة الصحراء والسّاحل، والمغرب يمثّل عين الدّول الكبرى في المنطقة، وبالتّالي فإن تلويح الجبهة بالدّخول في حرب معه لا يعدو أن يكون تصريحات للاستهلاك الدّاخلي لأنّ الأمر ليس بيدها". إلى ذلك، يشير المحلل ذاته إلى أنّ "البوليساريو تحاول الرد على تحركات المغرب على مستوى إفريقيا بمناورات غير مؤثّرة في الملف"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "الجبهة والجزائر تلعبان على عامل الوقت من أجل التأثير على العملية السّياسية في نزاع الصّحراء".