حذر رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، الأحد 22 يناير الجاري، من أن ليبيا "قد تنزلق إلى هوة بلا قرار" بعد أن اقتحم محتجون مكتبا حكوميا في بنغازي أثناء وجوده بداخله. وصرح عبد الجليل للصحفيين، في فندق ببنغازي، أن المحتجين "يجازفون بتقويض استقرار البلاد الهش بالفعل"، مضيفا أن "ليبيا تمر بحراك سياسي قد يجرها إلى هوة بلا قرار" وأن "هذه الاحتجاجات لا تحمل خيرا للبلاد". وحطم محتجون يطالبون باستقالة الحكومة الليبية النوافذ واقتحموا مقر المجلس الانتقالي في بنغازي في وقت متأخر، مساء أمس السبت، في أخطر احتجاج يعكس الغضب من السلطات الجديدة منذ الإطاحة بمعمر القذافي. وأضاف رئيس المجلس أن الناس لم يعطوا الحكومة وقتا كافيا وأنه ليس لديها أموال كافية، قائلا بالمقابل إنه "قد تكون هناك تأجيلات لكن الحكومة لا تعمل إلا منذ شهرين"، ومطالبا بمنحها فرصة شهرين على الأقل. وقال عبد الجليل إنه التقى بالزعماء الدينيين والمحتجين لمناقشة مظالمهم، مشيرا إلى أنه قبل استقالة رئيس بلدية بنغازي صالح الغزال، وهو معين على غرار أغلب المسؤولين الليبيين ، مشيرا إلى أن انتخابات ستجري لاختيار بديل له. وتثير الاحتجاجات في بنغازي قلق المجلس الانتقالي بالخصوص لأن المدينة كانت مهد الثورة ضد حكم القذافي الذي استمر 42 عاما ومقر المجلس خلال الثورة. ويحظى المجلس الانتقالي بدعم القوى الغربية التي ساعدت في الإطاحة بالقذافي لكنه غير منتخب وتباطأ في استعادة الخدمات الأساسية العامة، ويقول بعض الليبيين إن كثيرا من أعضائه كانت لهم علاقات مع القذافي. ويأمل الزعماء الليبيون أن يخفف قانون انتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية المرتقب الكشف عنه من التوتر بوضع خريطة طريق واضحة لهيئة منتخبة تحل محل المجلس الانتقالي.