رئيس المجلس الانتقالي الليبي يدعو لتعدد الزوجات أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الأحد وسط احتفالات شعبية ورسمية تحرير ليبيا بالكامل من نظام العقيد معمر القذافي، لتبدأ بذلك مرحلة انتقالية حاسمة، ودعا قادته إلى المصالحة وإرساء دولة قانون تكون الشريعة الإسلامية مصدرا رئيسا لتشريعاتها. وأقيمت مراسم إعلان التحرير التي تأتي بعد ثلاثة أيام فقط من تحرير سرت ومصرع القذافي، في ساحة الكيش ببنغازي في حضور القادة السياسيين والعسكريين للمجلس الانتقالي، وحشود ضمت عشرات الآلاف. وجاء الإعلان رسميا على لسان عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي الذي ردد وأعضاء المجلس والجمهور هتاف «ارفع رأسك أنت ليبي حر». وكان قد سبقه مسؤول آخر بقوله «نعلن للعالم أجمع أننا حررنا بلادنا الحبيبة بمدنها وقراها وسهولها وجبالها وصحرائها وسمائها». وفي كلمة ألقاها في مراسم الاحتفال ببنغازي، دعا رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إلى مصالحة وطنية وحث على الاحتكام إلى القانون. وقال عبد الجليل «أدعو الجميع إلى التسامح والعفو والصلح ونزع الحقد والبغضاء والكراهية من النفوس.. أمر ضروري لنجاح الثورة ولنجاح ليبيا المستقبل». ودعا أيضا إلى بناء أمن وطني منظم وجيش يحمي حدود ليبيا، معلنا بالمناسبة منح ترقيات استثنائية لكل العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في القتال، مع منحهم وأسرهم امتيازات مالية. وأعلن رئيس المجلس الانتقالي الليبي أيضا أن الشريعة هي المصدر الرئيس للتشريع في ليبيا، وبالتالي فإن أي قوانين تناقضها معطلة قانونا، وضرب على ذلك مثال قانون منع تعدد الزوجات. وأشار إلى أن الثورة بدأت سلمية لكنها جوبهت بالعنف، مشيدا بالدعم العربي والإسلامي والدولي، بما في ذلك القرار الدولي 1973 الذي فوض حلف شمال الأطلسي (الناتو) حماية المدنيين الليبيين. وكان عبد الجليل قد قال أمس للجزيرة إن المجلس الانتقالي سينتقل إلى طرابلس، وأوضح أنه سيتم تفعيل المجالس المحلية وتحديدها، وتعيين ممثليها في المجلس الوطني عن كل التراب الليبي. واستبعد عبد الجليل أن تنزلق ليبيا إلى مأزق، وأبدى تفاؤله بالمستقبل، وهو الرأي نفسه الذي كرره في مراسم إعلان التحرير. وفي الكلمة التي أعلن فيها تحرير ليبيا بالكامل، أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي أن ليبيا ستحترم كل الاتفاقيات والعقود المبرمة وفق المعايير الدولية. وفي كلمة ألقاها أيضا في الاحتفال الذي جرى في بنغازي وتزامن مع احتفالات في ساحة الشهداء بطرابلس، قال رئيس أركان جيش التحرير الوطني اللواء عمر الحريري إن الجيش سيُبنى على أسس علمية، وسينحاز انحيازا تاما للشعب. وأضاف أن عقيدته ستكون الدفاع عن الوطن والديمقراطية، ولن يكون عونا لأي طاغية قد يقفز على الحكم في المستقبل. وكان عبد الجليل قد أبدى تفاؤلاه بشأن الوضع الأمني، وبدا غير قلق فيما يخص انتشار السلاح بين الليبيين، مؤكدا أن كل الثوار الذين بدؤوا يعودون إلى مدنهم بالمنطقة الشرقية من ليبيا مستعدون لتسليم أسلحتهم. ويشدد المجلس الانتقالي على أنه يتعين على من قاتلوا كتائب العقيد القذافي تسليم أسلحتهم والانضمام إلى الجيش أو إلى أجهزة الأمن من شرطة وغيرها. وفي تصريحات سبقت بقليل إعلان التحرير، قال رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل إن الحكومة الانتقالية ستعلن في مدة تتراوح بين أسبوع وشهر، وإن المشاورات بشأنها قد بدأت. وينص الإعلان الدستوري على تشكيل حكومة انتقالية في أجل شهر على أقصى حد من إعلان التحرير. وأكد جبريل تصريحات له، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالأردن، أنه سيستقيل في الحال، ولن يترشح لأي منصب رسمي. وكان رئيس المكتب التنفيذي قد أعلن نهاية الشهر الماضي أنه لن يكون طرفا في حكومة جديدة، وسيساعد في بناء مجتمع مدني. وقال في تصريحاته اليوم إنه بعد إعلان الحكومة الانتقالية، سيكون هناك عمل شاق لاختصار مدة الثمانية أشهر التي ستجرى فيها انتخابات المؤتمر الوطني الذي سيحل حينها محل المجلس الانتقالي.