عثرت عناصر الدرك الملكي بأولاد افرج إقليمالجديدة مساء الأحد الماضي على مواطنة تعاني اضطرابات نفسية محتجزة وفي حالة صحية جد متدهورة بسطح منزل بغرفة عبارة عن "براكة" تنعدم فيها التهوية بحي المسيرة بمركز حد أولاد افرج، وجاءت عملية اقتحام المنزل المذكور بناءا على معلومة سرية توصلت بها مصالح الدرك بأولاد افرج تفيد تواجد مواطنة محتجزة لأزيد من عشرين سنة بسطح منزل والديها بالحي المذكور ومباشرة بعد إشعار وكيل الملك بابتدائية الجديدة الذي أعطى أوامره بتفتيش المنزل انتقلت العناصر الأمنية إلى عين المكان لتعثر على المسماة فوزية كبابو والبالغة من العمر حوالي 29 سنة محتجزة ومرمية في ظروف لا إنسانية بسطح المنزل وبعد نقلها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة أكد الطبيب المعالج إلى أن الضحية تعاني من تأخر عقلي و حالتها الصحية جد متدهورة. وأثناء استماع الضابطة القضائية لأحد أفراد عائلة الضحية صرح هذا الأخير بأن فوزية كبابو تعاني من مرض عقلي الشيء الذي حدا بعائلتها إلى رميها واحتجازها لمدة 20 سنة، هذه ولازالت مصالح الدرك تعمق البحث في هذا الملف. "" ويذكر احتجاز الفتاة المذكورة بقضية المواطنة عائشة بيهي التي احتجزها زوجها لمدة سبع سنوات بآسفي التي مازالت أطوارها أمام محكمة الاستئناف بآسفي والتي تعود إلى سنة 2004، بعد أن قادت رحلة بحث من طرف شقيق الزوجة الضحية ويدعى عبد الرزاق، المقيم في الديار البريطانية، عن شقيقته، إلى الكشف عن المأساة التي كانت تعيش فيها شقيقته بعد احتجازها لعدة سنوات من طرف زوجها. إذ اتجه عبد الرزاق نحو جماعة ثلاثاء بوكدرة (تبعد عن آسفي ب24 كلم)، والتقى بصهره المتهم عبد الرحمان، وسأله عن شقيقته، ليخبره هذا الأخير أنها لا توجد بالمنزل، وأنها سافرت إلى عائلته بالدار البيضاء قصد خضوعها للعلاج، والجواب نفسه، ظل يتلقاه شقيق الضحية كلما استفسر عن شقيقته. وبعد اتصالات عديدة أجراها عبد الرزاق بأقرباء الزوج بحثا عن شقيقته ببوكدرة، اكتشف أن أخته محتجزة من طرف زوجها في منزل مهجور بأحد الدواوير، ليقصد عبد الرزاق المحكمة الابتدائية بآسفي، حيث وضع شكاية مباشرة لدى وكيل الملك بالمحكمة نفسها، الذي أعطى تعليماته لرجال الدرك الملكي بمركز ثلاثاء بوكدرة، للإسراع بإجراء بحث في القضية. وبعد الاستماع إلى عبد الرزاق من طرف عناصر الضابطة القضائية، توجه فريق من المحققين صوب دوار أولاد علي العامر، فوجدوا منزل المشتكى به مقفلا بسلاسل حديدية، ثم طرقوا منزل المتهم، وبعد مناداتهم على عائشة، رد عليهم صوت أنثوي يتفوه بكلمات غير مفهومة، لكنهم لم يتمكنوا من الدخول إلى البيت، فانتقلوا إلى دوار لكمورة حيث يقطن المتهم رفقة زوجته الثانية، لتتمكن بعد ذلك العناصر الأمنية من ولوج البيت وأخذ صور فوتوغرافية للمنزل وكذا الضحية، في حين عجز عبد الرزاق عن التعرف على شقيقته في الوهلة الأولى، وذلك نتيجة لما كانت عليه وضعيتها الصحية. إذ كانت عائشة جالسة بفناء المنزل على الإسفلت، وتتلفظ بكلام غير مفهوم، وهي في وضعية صحية جد سيئة فيما ألقي القبض على الزوج، ووضع رهن الحراسة النظرية، بناء على تعليمات النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية. وأثناء الاستماع إليه في محضر قانوني أكد الزوج، أن زوجته أصيبت بمرض عقلي منذ 12 سنة، وأخذها إلى المسكن الذي وجدت به أي إلى البيت المهجور، وقال إنه يضطر لإغلاق المنزل عليها بواسطة الأقفال والسلاسل مخافة هروبها، كما أفاد كونه سبق وعرضها على مجموعة من الأطباء، الذين لم يتوفقوا في علاجها. إلى ذلك، كان المتهم عرض على أنظار المحكمة الابتدائية، التي كيفت الجنحة إلى جناية، وأحالت القضية على أنظار الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بآسفي، التي تابعت المتهم في حالة سراح، من أجل تهمة معاملة زوجة في ظروف غير إنسانية مع استعمال العنف ضد الضابطة القضائية، وخلق الزوج في إحدى الجلسات فوضى أمام المحكمة.