نظمت جامعة عبد المالك السعدي، بتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الثلاثاء بكلية الحقوق بطنجة، محاضرة علمية حول التحديات المعاصرة لمسارات العدالة الاجتماعية، ألقاها فابيان سالفيولي، المقرر الأممي الخاص، المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمان عدم التكرار. وفي مستهل كلمته الافتتاحية أكد محمد الرامي، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، أن اهتمام جامعة عبد المالك السعدي بحقوق الإنسان "يندرج ضمن التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق إقلاع جوهري على مستوى منظومة حقوق الإنسان"، وأن "تنظيم هذه المحاضرة إنما هو تأكيد للتعاون المثمر مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان من خلال مجلسه الجهوي، وذلك من أجل تطوير التحصيل العلمي في هذا المجال". واقترح محمد الرامي إدخال وحدة حقوق الإنسان في الهندسة البيداغوجية لكل التخصصات لتمكين الطلبة من مقاربة حقوقية جامعة، كما أوصى بإحداث جائزة لأحسن بحث في موضوع حقوق الإنسان. من جهته أكد محمد يحيى، عميد كلية الحقوق بطنجة، أن اللقاء نوعي بامتياز، باعتبار وجود مجموعة من التكوينات ذات الصلة بموضوع حقوق الإنسان. وأضاف يحيى أن "المغرب في ال20 سنة الأخيرة أدخل مجموعة من التعديلات على مجالي السياسة والإدارة، وهي تعديلات ذات صلة مباشرة بحقوق الإنسان". وذكرت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بإنجازات المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالمغرب، معتبرة أنه لا يمكن فصلها عما حققه المجلس الوطني لحقوق الإنسان على مستوى النهوض بالحماية الدائمة لكرامة المواطنين، من خلال ملاءمة التشريعات الوطنية وتغيير العقليات. وسجلت بوعياش الاهتمام الواضح والبين لجامعة عبد المالك السعدي، وعموم المؤسسات التابعة لها، بثقافة حقوق الإنسان. وقال فابيان سالفيولي، المقرر الأممي الخاص المعنى بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمان عدم التكرار، إنه لا حظ اهتمام المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بموضوع حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن "الجامعيين الذين لا يهتمون بهذه الحقوق يرتكبون خطأ جسيما، ويكون الأمر أفظع إذا غابت التكوينات ذات الصلة بحقوق الإنسان عن الهندسة البيداغوجية للمؤسسات الجامعية". وحيى فابيان سالفيولي محجوب الهيبة، المندوب الوزاري السابق لحقوق الإنسان، مذكرا بتجربته المميزة معه من أجل خدمة حقوق الإنسان حينما عملا في اللجنة الأممية لحقوق الإنسان، ومشيرا في هذا الصدد إلى أنه في بعض الهيئات الحقوقية قد يحدث أن يكون العمل لغير خدمة حقوق الإنسان. ولم يفت المقرر الأممي الخاص المعنى بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمان عدم التكرار، أن يذكر بالمرحلة الثانية من العدالة الانتقالية، مشيرا إلى أنها "ليست ضد حقوق الإنسان، وإنما على العكس من ذلك جاءت للنهوض بقضايا حقوق الإنسان". يشار إلى أن سالفيولي محام سابق، وأكاديمي درس بجامعة لابلاكا بالأرجنتين لنحو 30 سنة، كما ألقى مجموعة من المحاضرات العلمية في عدد من الجامعات الأوروبية والآسيوية.