رغم أنه اختار أن يعتبرها سبع وصايا موجهة إلى المشاركين في المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المنعقد بمدينة الجديدة، إلا أن ما حملته كلمة الأمين العام للحزب، حكيم بنشماس، من اتهامات لخصومه كان بمثابة وضع الملح على الجرح، ما عجل بتفجير الحدث التنظيمي للحزب الثاني في المغرب. واختار بنشماس أن يوجه مدفعيته نحو خصومه من تيار المستقبل بقيادة كل من عبد الطيف وهبي، المرشح القوي للأمانة العامة للحزب، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة مجلسه الوطني، وسمير كودار، رئيس اللجنة التحضرية للمؤتمر، الأمر الذي أغضب كثيرا هؤلاء وأدخل أنصارهم في مواجهة مباشرة مع أنصار بنشماس، لينتهي الأمر بنسف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. ورغم أن الحزب وجه دعوات إلى العديد من الشخصيات خارج المغرب وداخله، حضر كثير منهم، إلا أن "الباميين" بصموا على "فضيحة تنظيمية" تناقلتها العشرات من وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وشاهدها ضيوف المؤتمر الذين كادوا أن يكونوا ضحايا لها بسبب العنف الجسدي الذي رافق الجلسة الافتتاحية مساء الجمعة في قصر المؤتمرات بالجديدة. وفي كلمته التي فجرت المؤتمر، جدد بنشماس التأكيد على وجاهة ودواعي تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة واستمراره في المغرب، وطالب أعضاء الحزب بضرورة الحفاظ على استدامة هذا المشروع السياسي والدفاع عنه بكل الوسائل الممكنة. وقال الأمين العام المنتهية ولايته إن "البام" جاء لحماية المشروع الديمقراطي الحداثي من قوى الإسلام السياسي والمركب المصالحي المرتبط به، داعيا دعا "الباميين" إلى الثقة في القدرة على الفوز بالاستحقاقات المقبلة لأنه لا شيء يدعو إلى الانهزام، وخاطب المؤتمرين بالقول إن "فكرة أن تكونوا عجلة احتياط مكملة لتيار تكشفت حقيقته للمغاربة، ليست هي دوركم". وفي هذا الصدد، أعلن بنشماس رفضه أن يتحول الحزب إلى "تابع مقابل ما سيُتفضل عليه من مناصب وزارية ومكاسب إدارية تحقيقا لرغبات ذاتية"، مستغربا "هذا المنطق الذي اتخذه البعض بعيدا عن رجال الدولة والتعددية في الوطن وسعيًا لتحقيق الأردوغانية المغربية". ورغم "أذى ذوي القربة"، قال بنشماس إنه سيظل وفيًا للحزب ومبادئه عاملا في صفوفه من أي موقع، وطالب بمواجهة كل الدعاوى القائلة بعدم استقلالية "البام" مع أمنائه العامين السابقين خلال الولايات السابقة، معتبرا ذلك "ادعاء صادرا من خصوم الحزب وأسطورة سوداء وسلاحا نفسيا". وردا على تصريحات وهبي الأخيرة، قال بنشماس: "حاشى أن يكون أمناء الحزب العامون السابقون الذين خدموه نصّابة"، مؤكدا أنهم "من خيرة من أنتجته المدرسة السياسية في المغرب".