حالة من الفوضى والمواجهات شهدها مؤتمر الأصالة والمعاصرة الرابع بمدينة الجديدة، بمجرد ما أخذ رئيس اللجنة التحضيرية سمير كودار الكلمة، مباشرة بعد كلمة الأمين العام للحزب حكيم بنشماس. وعلى وقع المواجهات بين الداعمين لكودار ووراءه ما يعرف بتيار "المستقبل"، الذي يقوده المرشح عبد اللطيف وهبي، ورئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري، وبين التيار الآخر الداعم للأمين العام المنتهية ولايته حكيم بنشماس، تم رفع الجلسة الافتتاحية دون أن تنتهي. ويبدو أن حزب "الدولة" لم يستطع أن يتجاوز خلافاته التنظيمية التي عصفت به على مدى سنتين، حيث بدا التقاطب حادا بين مكوناته، الأمر الذي أدخل المؤتمر في مواجهة بين الفصيلين، دون أن يُنهي جلسته الافتتاحية، رغم ما اعتبر مصالحة بين أطرافه أياما قبل المحطة التنظيمية الرابعة في تاريخ "التراكتور". الاتهامات كانت موجهة إلى بنشماس، الذي هاجم في كلمة له خصومه بشكل قوي، وهو ما عبر عنه عضو تيار "المستقبل" وعضو المكتب السياسي المهدي بنسعيد، في تصريح لهسبريس، بالقول إن "بنشماس يرفض التخلي عن منصبه لذلك سعى إلى نسف المؤتمر". وأضاف بنسعيد أن "بنشماس جيّش المناصرين له لأنه لا يريد مغادرة منصبه"، مؤكدا أنه "لن يتم إفشال المؤتمر بأي وجه كان، رغم المحاولات التي يبذلها بنشماس في سبيل ذلك". وأشار المتحدث ذاته إلى أن "البعض لم يفهم أنه حان الوقت لحدوث التغيير في الأصالة والمعاصرة"، مضيفا أن "الأمين العام المنتهية ولايته عليه مغادرة منصبه، لأنه لا يحترم حزب الأصالة والمعاصرة ولا تاريخه، وكذلك لكونه أصبح لا يمثل الحزب". من جهتهم، وجه مناصرو بنشماس اتهامات إلى خصومه، وفي مقدمتهم سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية، مؤكدين أن "الخروقات التي رافقت الإعداد للمؤتمر كانت سبب رفع الجلسة الافتتاحية". وفي تصريح لهسبريس، قال عدي بوعرفة، أحد مناصري بنشماس وعضو المجلس الوطني "أنا مع كل ما قال الأمين العام، الذي يعد مناضلا واعتقل بسبب مواقفه، وهو سمى الأشياء بمسمياتها"، مشيرا إلى أن "اللجنة التحضيرية تتحمل المسؤولية، لكونها أدخلت الحزب في عدد من الخروقات، ولم تحترم النظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب". وأضاف البرلماني عن حزب "البام" في مجلس النواب أن "العديد من المؤتمرين لم يتوصلوا بالدعوات، فيما توصل بها البعض قبل 24 ساعة من المؤتمر"، مشيرا إلى وجود "مجموعة من الإنزالات وتجييش أناس لا علاقة لهم بالحزب، وتم الزج بهم من طرف اللجنة التحضيرية لتغليب طرف على آخر". بوعرفة أكد أن "ما وقع مذبحة لديمقراطية الحزب، خصوصا رئيس اللجنة التحضيرية سمير كودار"، مبرزا أن "الأمين العام تحمل مسؤوليته، والذين يتحدثون عن "النصابة" داخل الحزب وهاجموا إمارة المؤمنين لا يمكنهم أن يترشحوا لقيادة البام"، في إشارة إلى عبد اللطيف وهبي.