ازداد الوضعُ سوءًا في معبر سبتة المحتلّة. فوضى، صراخٌ وتدافع. مشهدٌ عاشه عشرات المغاربة في معبر سبتةالمحتلة، مساء أمس الاثنين، بعدما وَجدُوا أنفسهم "محتجزين" أمام طابور من المواطنين ينتظرون إجراءات الوصول إلى الثّغر المحتل؛ وهو ما أدّى إلى بطء إجراءات التّأشير على الدّخول والخروج. واضطرّ عشرات المواطنين المغاربة إلى الوقوف لساعات أمام أبواب المعبر الحدودي؛ بينما انتشرت قوات الأمن في المنطقة، بالإضافة إلى عناصر من القوات المساعدة، لضمان توافد الناس بانتظام. ويرجع مواطنون سبب تعطّل حركة السّير إلى الإجراءات الإدارية الجديدة من الجانب المغربي. ولم يتحرّك طابور السّيارات والعربات إلا بعد مرور ساعات من "الاحتجاز"، مما جعل من المستحيل الوصول إلى المدينةالمحتلة حتى بالنسبة إلى العمال عبر الحدود. كما أثرت أزمة "التّنقل" على التلاميذ الذين لم يصلوا إلى مدارسهم. واشتكى مواطنون من إجراءات إدارة الجمارك المغربية، التي عمدت إلى اتخاذ تدابير جديدة من خلال فرض المراقبة على جميع أنواع البضائع القادمة من الثّغر المحتل، والمراجعات الصارمة على المركبات وفرض ختم الوثائق. وقال أحد المواطنين: "هناك من لم يتمكن من العبور منذ الفجر، وظلّ إما داخل سياراته أو كجزء من طوابير غير لائقة". وقال آخر: "هناك أشخاص ظلوا يصرخون ويبكون على الوضع المتردّي لأنهم لا يستطيعون العبور. إنهم لا يفهمون ما يدور هنا". وأرجعت مصادر سبب عرقلة حركة السّير في المعبر الحدودي إلى "بطء إجراءات الجمارك المغربية التي تقوم بتسجيل كل سيارة، وهذا يبطئ تنقّل العربات والشّاحنات الصغيرة"، مبرزة أنّه "لم يتم التّخطيط لأيّ بديلٍ يسرع عملية تنقل السّيارات إلى الضفة الأخرى، كما أنه لا توجد بنى تحتية، ولا حتى خدمات عامة بحيث يمكن استخدامها من قبل الكثير من المواطنين". وخلال الأسبوع الماضي، اضطر المئات من المواطنين المغاربة لاقتحام المعبر الحدودي باب سبتة من أجل الخروج إلى الحيز المنتمي إلى إقليمتطوان؛ بعد ساعات من الانتظار. وقد لجأ عدد كبير من المواطنين، وأغلبهم نساء، إلى استعمال ممر السيارات من أجل الخروج من ثغر سبتة، بعدما قامت السلطات الأمنية الإسبانية بإغلاق معبر الراجلين لوقت طويل. وقد استنفر الوضع عناصر الأمن الإسبانية والمغربية، حيث وجدت نفسها أمام أمواج مد بشري يصعب توقيفها من أجل المراقبة، خصوصا أن أغلبهم من ممتهني التهريب. ووفق مصادر من عين المكان، لم يتسبب التدافع الكبير على طول المعبر الحدودي في أي إصابات أو خسائر.