تقع الجماعة الترابية سيدي الذهبي بدائرة ابن أحمد بالنفوذ الترابي لإقليم سطات، على جانب الطريق الوطنية رقم 11 الرابطة بين الدارالبيضاء وبني ملال مرورا ببرشيد وابن أحمد في اتجاه خريبكة، يبلغ عدد سكانها 8703 نسمة من بينهم أجنبي واحد، حسب إحصاء السكان والسكنى لسنة 2014. تشتهر المنطقة بالشواء وطراوة اللحوم الحمراء وجودتها، حيث تستقبلك الأدخنة المنبعثة من المحلات التجارية للمأكولات الغذائية، مع الترحيب من قبل مسيري المقاهي في إطار التنافس، باعتبار ذلك نشاطا اقتصاديا رئيسيا لمركز سيدي الذهبي، خاصة أنها كانت قلعة لليهود يمارسون فيها التجارة في زمن غابر، وما زالوا يحتفلون بموسهم بالمنطقة، فضلا عن النشاط الفلاحة والرعي والاشتغال في المقالع المنتشرة بالمنطقة، مع نسبة ضعيفة من عائدات الهجرة مقارنة مع البروج وقلعة السراغنة والفقيه بن صالح وخريبكة. بعد قطع مسافة تقارب 60 كيلومترا انطلاقا من سطات عبر مدينة ابن أحمد، وصل طاقم هسبريس إلى مركز سيدي الذهبي، حيث صادفنا عددا من الشباب وهم يتطلعون إلى تحقيق التنمية بقبيلتهم، وتوفير المرافق الضرورية للحياة،.."شوف آخويا هذه المنطقة مهمشة لا سوق أسبوعي.. البيئة تحتضر، والواد الحار يشطر المنطقة والأزبال تعمّ المكان، لا ملاعب أو دور الشباب، ناهيك عن غياب النوادي النسوية باستثناء دار الطالبة، المرفق الصحي أغلق قبل انتهاء الوقت الإداري.. ما كاينة تنمية أوصافي" يقول أحد السكان. جمعويون: الوضع كارثي لتشخيص الوضع التنموي بالجماعة الترابية سيدي الذهبي، حاولت هسبريس- بعد صعوبة كبيرة- التواصل مع فعاليات جمعوية بدائرة ابن أحمد، حيث أكدت جميعها أن الوضع لا يبشّر بخير واصفة الواقع ب"الهش والكارثي". محمد العلالي، عضو المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان وممثل عن فرع المنظمة الحقوقية بدائرتي ابن أحمد وفق التقسيم الترابي الجديد، أكّد، في تصريح لهسبريس، أن الواقع التنموي مطبوع بالهشاشة والفقر، على الرغم من انتشار المقالع بالمنطقة، التي يستفيد منها بعض السكان. وأشار العلالي إلى أن عددا من المسؤولين عن الشأن المحلي دون تسميتهم ينهجون ما نعته ب"التحكم في الساكنة واستغلال فقرهم"، ويتكرر المشهد نفسه على مستوى الجماعة الترابية، خاصة أن مكوّنات المجلس الجماعي يغلب عليها الطابع العائلي. وشدّد المتحدّث على تدهور الواقع البيئي، مع حرمان دوار "الكيايلة" من مسلك طرقي، موضّحا أن اقتصاد غالبية الساكنة ينتعش بفضل التجارة في المواشي واللحوم الحمراء والمواد الغذائية بمركز سيدي الذهبي. وحول الخدمات الصحية، قال العلالي إن الوضع متدهور، مبرّرا ذلك بافتقار المستوصف إلى طبيب على الرغم من وجود كثافة سكانية تفوق 8000 نسمة، باستثناء إطار صحي وحيد، وعدم استفادة كافة المرضى الفقراء من حصة الدواء رغم قلتها، وغياب المداومة، منوّها بوجود صيدلية بالمركز واصفا إياها ب"نقطة الضوء" التي تخفف معاناة المرضى في الحصول على الدواء للأمراض المزمنة سواء بمركز سيدي الذهبي أو المناطق المجاورة لها. وسجّل المتحدّث إلى هسبريس عدم تهيئة المسالك الطرقية بالمنطقة، منبّها إلى خطورة الواد الحار بالمركز، خاصّة أن مخلفاته أصبحت تهدّد الفرشة المائية للآبار بالتلوث وانتشار الروائح الكريهة والأزبال، في غياب مجرى عبر القواديس المناسبة لتصريفه، ناعتا الوضع البيئي ب"الكارثي". وعبّر العلالي عن ارتياحه لخدمات النقل المدرسي وإحداث دار الطالبة، وتوفّر الإنارة العمومية، وتغطية الكوانين بالربط الفردي بالكهرباء، في حين تفتقد الدواوير للماء الصالح للشرب، حيث يعتمد السكان على مياه الآبار الخاصة، والاعتماد على الإمكانات الذاتية منذ زمان، باستثناء المركز الذي يتوفر على الماء الصالح للشرب. وأشار الفاعل الحقوقي بدائرة ابن أحمد إلى غياب المرافق العمومية الخاصة بالشباب كملاعب القرب ودور الشباب، والنوادي النسوية والتعاونيات المدرّة للدخل، حيث يضطر الأطفال والشباب إلى ممارسة هواياتهم الرياضية في أرض خلاء. وختم العلالي تصريحه الصحافي بمطالبة الجهات المعنية بالانكباب على تنمية المنطقة التي تعيش التهميش والتدهور البيئي، وإحداث فرص شغل إضافية للشباب العاطل، وتهيئة البنية التحتية على مستوى الطرق وإنشاء المرافق العمومية للشباب. للمجلس الجماعي رأي للحصول على رأي القائمين على تدبير الشأن المحلي بسيدي الذهبي بخصوص الانتقادات الواردة على ألسنة السكان، انتقلت هسبريس إلى المنطقة واتصلت بعثمان بومحطة، رئيس الجماعة الترابية سيدي الذهبي، الذي اعتذر في البداية بمبرر أنه غير موجود بمقر الجماعة، وحدّد موعدا في اليوم الموالي للاتصال بنا للاتفاق على توقيت يناسبه كثرة انشغالاته، للإدلاء بتصريح صحافي توضيحي في الموضوع؛ إلاّ أنه أخلف الموعد، لتبقى تساؤلات المواطنين ومطالب الجمعويين في قاعة الانتظار إلى أجل غير مسمّى.