للوصول إلى جماعة الثوالث الترابية المعروفة لدى عامّة سكان إقليمسطات ب"اثنين الثوالث أولاد بوزيري"، نسبة إلى السوق الأسبوعي الذي يصادف يوم الاثنين، والبالغ سكانها 11976 موزّعة على 1925 كانونا، والتي ألقحت مؤخّرا بقيادة بني يكرين، لا بدّ من سلك الطريق الإقليمية رقم 3615 نحو جنوب مدينة سطات. بعد قطع مسافة تفوق 22 كيلومترا، عبر طريق جرت تهيئتها مؤخّرا، بعد مراسلات عدّة تلتها احتجاجات سكان المنطقة لما يفوق 14 سنة من الوعود، في انتظار إخراج مشروع الطريق الإقليمية رقم 3618 الرابطة بين كيسر وبني يكرين والثوالث، وصولا إلى الطريق الوطنية رقم 9 بمركز خميس سيدي رحال، باعتبارها تشكّل حلما لم يتحقّق بعد رغم بعض الوعود التي تجاوزت تاريخها المحدّد. مناخ جماعة الثوالث قاري؛ فهو حارّ صيفا وبارد شتاء، كما تشتهر بأشجار فاكهة الرمان المنتشرة بتماسين التابعة لنفوذ الجماعة. "شوف أخويا هاذ الحالة التي أصبحت عليها أشجار الرمان، بسبب جفاف الآبار ومنابع الماء" يقول أحد السكان قبل أن يقاطعه آخر: "حنا ساكنين في مركز الجماعة قرب السوق ونعاني من التلوث وانتشار الأزبال والكلاب الضالة وبقايا عمليات الجزارة... نتمناو إديرو لينا شي حل". للاطلاع على واقع جماعة الثوالث، قامت هسبريس بجولة في مختلف مرافقها، على مرحلتين، فلاحظت سوقا أسبوعيا في مكان وواقع غير مناسبين، إذ تملأ كل أرجائه الأزبال والكلاب الضالة، وسط محتويات مهترئة .. تقسّمه الطريق الإقليمية 3615 إلى شطرين،.. باعة منتشرون على قارعة الطريق؛ وهو ما يجلب معاناة مجانية لكل من السلطة المحلية والقوات المساعدة والدرك الملكي هم في غنى عنها. وخلف مقر الجماعة الترابية مركز صحي مغلق تماما، على الرغم من أن يوم الجمعة كان يوم عمل، فضلا عن النفايات التي تجعله لا يليق بمرفق صحي، يفترض فيه أن يقدّم حملات الوقاية والعلاج من الأمراض، زد على ذلك الغياب التامّ لمرافق الشباب والنساء.. طريق إقليمية كارثية اتجاه كل من خميس سدي رحال غربا أو بني ياكرين وكيسر شرقا. سكان ينتظرون الحلول العلمي بوصابة، أحد سكان جماعة الثوالث الذين صادفتهم هسبريس بالقرب من السوق الأسبوعي، عبّر، في تصريح للجريدة، عن أسفه وتذمّره من الواقع البيئي الكارثي الذي يعيشه مركز جماعة الثوالث المعروفة ب"اثنين الثوالث". وحمّل العلمي المسؤولية في التدهور البيئي إلى المهتمّين بالشأن المحلي بالمنطقة، الذين لا يقومون بتنقية مقر السوق باستمرار؛ وهو ما يؤثر على السكان المجاورين: "شوف هاذ الحالة التي نعيشها دائما.. الكلاب الضالة موجودة والأزبال منتشرة في كل مكان"، حسب تعبير المتحدّث. واستنكر بوصابة سلوك الجهات المعنية بتحويل الأزبال قرب منازل السكان؛ وهو ما يهدّد صحة الأطفال الذين يبحثون عن مساحات قصد اللعب، مستحضرا غياب تنظيم مرفق السوق، الذي يقصده التجار، على الرغم من سوء حالة الطريق الإقليمية رقم 3618 الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 9، ودواوير خميس سيدي رحال أولاد بوزيري، مرورا بجماعتي الثوالث وبني يكرين وصولا إلى مركز قيصر والطريق الجهوية رقم 308. وطالب بإصلاح الطريق الإقليمية سالفة الذكر فضلا عن المسالك الطرقية الرابطة بين الدواوير، التي تتحوّل إلى عائق في فصل الشتاء، فتعمّق معاناة السكان أثناء تنقلاتهم لقضاء أغراضهم المختلفة، مشدّدا على تمكين بعض الكوانين بالماء الصالح للشرب على مستوى المركز. للمجلس الجماعي رأي أحمد أبو سير، ممثل المجلس الترابي لجماعة الثوالث، قال، في تصريح لهسبريس، إن مستوى الخدمات الصحية أصبح متدهورا بالمقارنة مع الفترات السابقة. وعلل أبوسير التدهور سالف الذكر بضيق مساحة المستوصف وقلة الموارد البشرية التي لا تتعدى إطارين، بالنظر إلى الكثافة السكانية الكبيرة، فضلا عن نقص الأدوية والتجهيزات، موضّحا أن المركز المحلي لا يتوفّر ولو على آلة قياس الضغط أو السكري، على الرغم من مراسلة الجهات الإقليمية الوصية على القطاع والقيام بزيارات مباشرة للمندوبية حيث يصطدم بمشكل الخصاص على المستوى المركزي. وحول مشكل السوق الأسبوعي الذي يقع في مكان لا يليق ويزيد من معاناة مرتاديه والعابرين للمنطقة، ويلحق أضرارا بيئية بالسكان المجاورين، أقرّ المسؤول الجماعي بأن المرفق يحتاج إلى إصلاحات، مشيرا إلى أن المجلس يفكّر في تغيير مكان السوق حيث جرى تخصيص مبلغ مالي لتوفير الوعاء العقاري مستقبلا، واستغلال المكان القديم لإحداث تجزئة سكنية أو غيرها من المرافق، موضّحا أنه راسل الجهات المختصة بخصوص القضاء على الكلاب الضالة، فضلا عن انتظار خروج مشروع المطرح الإقليمي للوجود قصد تدبير النفايات بعيدا عن السكان. وبخصوص المسالك، أوضح الرئيس أن الطريق الإقليمية 3618 مزرية "ما فيها ما يتشاف"، مستدركا أنه عقد عدّة اجتماعات مع عامل الإقليم السابق، وتلقى وعدا من مسؤولي التجهيز بكون الإمكانات متوفرة والدراسة منجزة، وأن الأشغال كانت ستنطلق في شهر دجنبر الماضي، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، و"ما زال ما شفنا حتى حاجة وما بقينا كنصدّقوش الوعود"، على الرغم من الوعد الجديد لانطلاق الأشغال في شهر أكتوبر المقبل. وحول خدمات الكهرباء والماء، قال الرئيس إن التغطية بلغت 95 في المائة، بخصوص الكهرباء في انتظار التعميم للكوانين البعيدة، والتي تزال دون ربط؛ في حين بلغت نسبة التغطية على مستوى الماء 80 في المائة، الذي يعرف ضغطا من قبل بعض السكان. وفي هذا السياق، أوضح أن كثرة الآبار بمنطقة تماسين أدت إلى جفاف منبع العين، التي كانت تستغل لسقي بساتين فاكهة الرومان التي تشتهر بها منطقة تماسين الثوالث، حيث ماتت الأشجار واقفة، مستدركا بأن هناك مبادرات جمعوية وعقد اجتماعات بالتنسيق مع وزارة الفلاحة قصد البحث عن حل للمشكل. وحول مرافق الشباب أوضح الرئيس أن المجلس عقد شراكة مع مندوبية الشباب والرياضة تعهدّت فيها الجماعة بتوفير الوعاء العقاري قصد إنشاء ملعب للقرب، نافيا وجود أي مرفق يهمّ النساء القرويات، باستثناء بعض اللقاءات مع الصناعة التقليدية قصد تأطير النساء، دون إنجاز يذكر.