على إيقاع حوافر الخيل وطلقات البارود أسدل الستار مساء الأحد 26 أكتوبر الجاري على فعاليات مهرجان الفروسية التقليدية لجماعة الثوالث في دورته الأولى الذي نظمته جمعية فرسان الشاوية الثوالث أولاد بوزيري بمساهمة المجلس القروي المحلي بمناسبة موسم الرمان الذي تمتاز به المنطقة. وقد عاشت الجماعة وساكنتها أخيرا وعلى مدى أربعة أيام حدثا فنيا باحتضانها المهرجان الأول من نوعه بهذه المنطقة التي تعاني التهميش والاقصاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى رغم توفرها على موارد طبيعية مهمة تمتاز بزراعة فاكهة الرمان "اتماسين " التي يتم ترويجها وتسويقها داخل السوق الداخلي للبلاد . حيث حضر افتتاح هذا المهرجان بالإضافة الى السلطات المحلية والأمنية والقوات المساعدة والوقاية المدنية ،شخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبين ورؤساء جماعات وممثلو الجمعيات المدنية والحقوقية وبعض المنابر الاعلامية المحلية والوطنية وجمهور غفير من المواطنين المتعطشين لمثل هذه التظاهرات الاحتفالية التي تفتقد اليها المنطقة منذ عقود من الزمن والذين استمتعوا بعروض فنية ولوحات استعراضية للخيالة "التبوريدة" التي شاركت فيها 17 فرقة وأزيد من 187 فارس من خيالة القبائل المشاركة وسط الحضور الجماهيري الكبير الذي أثنى على ثراء العروض وتنوعها. ليبقى الهدف الرئيسي من تنظيم هذا المهرجان حسب أحد أعيان المنطقة والمستشار الجماعي عبد الله قلدة ،الذي دعمه ماديا ومعنويا رفقة الجمعية المنظمة وباقي الشركاء الآخرين حتى خرج من حيز الفكرة الى حيز الفعل والواقع هو التواصل مع الساكنة وفعاليات المنطقة من أجل انخراط فعال وجماعي لتحقيق إقلاع حقيقي للجماعة التي تسير فيها التنمية سير السلحفاة ،كما كانت مناسبة للتعريف بالمؤهلات الطبيعية كفاكهة الرمان الجيد بالإضافة الى إسماع صوتها لكي يلتفت اليها المسؤولين قصد الاهتمام بمشاكلها وهموم ساكنتها التي تحلم بغد أفضل وواقع من شأنه أن يغير حال المنطقة وشبابها الذين يعانون الفاقة والبطالة. ومن جهته أكد عبد الرحيم نادي الكاتب العام لجمعية فرسان الشاوية الثوالث أولاد بوزيري في تصريح لجريدة "العلم" أن تنظيم مثل هذه المهرجانات يندرج في إطار تنفيذ برنامج الجمعية السنوي ،حيث ساهمت في عدة تظاهرات احتفالية بجماعات قريبة من جماعة الثوالث في غياب تنظيم مهرجانات محلية من طرف القائمين على الشأن العام ،الأمر الذي انتبه له ذوو النيات الحسنة من الجمعيات الجادة والنشيطة وجعلها تواصل عطاءتها المتميزة والرائدة في مجال العمل الجمعوي لكي تحقق ما عجز عنه المسؤولين وتصنع الحدث من خلال زرع البسمة لذى المواطنين وتكريس قيم التواصل الاجتماعي والتآزر لساكنة المنطقة مؤكدا على أن الجمعية رغم أنها لم تستفد من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فقد ساهمت في إخراج مهرجان التبوريدة التقليدية الى الوجود. وحول تدهور البنية التحتية وحالة الركود الاقتصادي والتهميش والاقصاء التي تتخبط فيه الجماعة أكد المتحدث نفسه أن هناك مجموعة من العوامل ومن بينها حالة الطريق الاقليمية رقم 3615 الرابطة بين مدينة سطات وجماعة الثوالث والتي أسالت الكثير من المداد ،وأضحت كابوسا قض مضجع السكان لكونها تعد من أقدم الطرق بالمنطقة ولم يتم بنائها الى يومنا هذا مطالبا الجهات المسؤولية باتخاذ اجراءات جدية ومسؤولية بإعادة بنائها رحمة بالمواطنين وتحقيقا للتنمية المنشودة ،معبرا عن أسفه للجمعيات المحلية التي يبقى اسمها منقوشا على الورق ،داعيا الى أن تشمر على سواعدها وتقوم بواجبها الاجتماعي والدستوري وذلك بإحياء مكاتبها لتلعب دورها التنموي، شاكرا كل من ساهم من بعيد أو قريب لإنجاح هذا المهرجان.