سفر جديد يقود فريق "أمودو" إلى جزر الكناري، وسبر أغوار براكينها والنبش في الأصول الجيولوجية لسكان جزر الخالدات. في موسمها الثاني عشر، تلقي السلسلة الوثائقية، التي تعتزم القناة الأولى بثها، الضوء على العديد من المعطيات التّي تزخر بها البلاد، وتنبش في خبايا أصول السكان الأصليين للمنطقة، الذين تعود جذورهم إلى المغرب، حسب معد ومقدم البرنامج حسن بوفوس. ما يعزز هذا الطرح، يضيف المتحدث نفسه لهسبريس، "دراسات حديثة توصل إليها علماء الاجتماع من خلال جينات وتحليلات الحمض النووي لشريحة من سكان جزر الكناري، بالإضافة إلى تحاليل أخرى أجريت على الماعز". "فريق السلسلة الوثائقية العاشق للاستغوار وضع نصب عينيه في الموسم الجديد ل"أمودو" نفض الغبار عن العديد من الأسرار والخبايا الجغرافية والتاريخية والحياتية للبلد الجار. ولم نغفل كذلك جغرافية المنطقة وجزرها البركانية"، يقول بوفوس. ويتابع معد البرنامج: "سيكتشف المشاهد الحضارة التي حققتها الجزر السبع من لا شيء، وتطورها عبر السنوات، وتسليط الضوء على الجانب السياحي الذي يعرف توافد عدد هائل من السياح سنويا على البلاد لاكتشاف براكينها"، وزاد موضحا: "الإنسان الكناري بدأ حياته من الصفر، لم يكن يعرف الملاحة، وكان يقتات من الأسماك والثمار الغابوية، لكنّه استطاع أن يطور نفسه من لا شيء، لأنّه آمن بما يملكه، واستطاع جلب السياح من خلاله". ويضيف المتحدث في دردشته مع الجريدة: "رغم تهيئة مغارات السكان الأصليين للجزر إلا أنّها حافظت على شكلها، ولم يتم التغيير من ملامحها، إلى جانب الاهتمام بتعليم "السفريج"، وهي طريقة تواصل الأسلاف، من خلال فرض تعليمها في المدارس، وإحياء الهوية الأمازيغية عن طريق تعليمها في الجمعيات وإنتاج كتب ذات صلة". رحلة الموسم المهداة إلى روح الفقيد محمد كوكام، الذي ساهم في كتابة حلقات البرنامج الأولى، يورد بوفوس، "ستكون غنية للمشاهد في كل بقاع العالم، للتعرف على الشعب الكنري الشقيق، طيلة سبع ساعات موزعة على عشر حلقات"، موضحا أنّ "تصوير هذا الموسم الذي انطلق في مارس الماضي، واستغرق من فريق العمل خمسين يوما". "اختيار هذه الجزر الخالدة لم يكن بمحض الصدفة"، يورد بوفوس، مضيفا: "طاقم البرنامج اختار أن يحط الرحال بهذا البلد الجار، بعد تجربة تسع عشرة سنة، انطلاقا من عدّة معطيات أبرزها معطى القرب، والتشابه الجغرافي، والروايات التي تقول إنّ أصول الساكنة من شمال إفريقيا، أي المغرب".