قرر المغرب تفعيل المراقبة الصحية على مستوى المطارات والموانئ الدولية، بسبب التطورات الأخيرة للوضع الوبائي العالمي المتمثلة في تأكيد ظهور حالات في عدد من الدول، خاصة بأوروبا. وقالت وزارة الصحة، في بلاغ لها اليوم السبت، إن "تفعيل المراقبة هدفه الكشف المبكر عن أي حالة واردة والحد من انتشار الفيروس ببلادنا". وأكدت الوزارة أن "خطر انتشار الفيروس على الصعيد الوطني منخفض"، مشددةً على "أنه لم يتم تسجيل أي حالة مشتبه بها أو مؤكدة حتى الآن". وطمأنت الوزارة "الرأي العام بأن المنظومة الوطنية للرصد والمراقبة الوبائية قد تم تعزيزها، وأن نظام التشخيص الفيرولوجي وعلاج المرضى المحتملين قد تمت أجرأته وتفعيله". ولا توصي الوزارة المواطنين بأي تدابير وقائية استثنائية، عدا قواعد النظافة المعتادة، مثل غسل اليدين بشكل متكرر، تغطية الفم والأنف في حالة السعال أو العطس، وتجنب الاتصال الوثيق بالمرضى المصابين بأعراض تنفسية. ومؤخراً، أصبح المغرب مرتبطاً بالصين عبر رحلة جوية مباشرة، كما أصبح السياح الصينيون يتوافدون على المملكة بشكل كبير بعد إعفائهم من التأشيرة، وهي عوامل تزيد من احتمالات وصول الفيروس إلى المملكة. وظهر هذا الفيروس في الصين حيث ارتفع عدد الوفيات بسببه إلى 41 شخصا حتى يوم الجمعة، في حين بلغ عدد المصابين به أكثر من 1300 على مستوى العالم. وكانت فرنسا قد أعلنت، أمس الجمعة، حالتي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الذي ظهر أول مرة في مدينة ووهان الصينية، موردة أنه تم نقل المريض الأول إلى مستشفى في باريس لتلقي العلاج، في حين كانت حالة الإصابة الثانية بمدينة بوردو في جنوب غرب البلاد. وقالت وزيرة الصحة الفرنسية، آنياس بيزون، في مؤتمر صحافي، إن هاتين الحالتين هما أول إصابة بالفيروس في أوروبا، وأضافت أن هناك حالات أخرى ستظهر على الأرجح في البلاد. وأكدت وزارة الصحة اليابانية أيضاً ظهور حالة إصابة ثالثة بفيروس كورونا الجديد، وهي امرأة في الثلاثينات من العمر تعيش في مدينة ووهان الصينية وصلت مؤخرا إلى البلاد. وفي أستراليا تم الإعلان عن اكتشاف ثلاث حالات إصابة مؤكدة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا في مدينة سيدني. وتسعى السلطات الصينية، في سباق مع الزمن وبحزمة إجراءات شاملة ومتشددة، إلى احتواء انتشار فيروس كورونا، فيما تشهد دول عديدة انتشار الفيروس فيها وسط تأهب عالمي. وتعرف منظمة الصحة العالمية الفيروس بكونه فصيلة واسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب أمراضاً تتراوح بين نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس). وقالت المنظمة إن فيروس كورونا الجديد يتمثل في سلالة جديدة من فيروس كورونا لم تُكشف إصابة البشر بها سابقاً، وهو يسبب أعراضاً تنفسية، والحمّى، والسعال، وضيق النفس وصعوبة التنفس. وفي الحالات الأشد وطأة، قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي، وحتى الوفاة. وتجشع المنظمة البلدان على تعزيز ترصّد حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة (SARI) وتوخي الدقة في استعراض أي أنماط غير اعتيادية لهذه الحالات أو حالات الالتهاب الرئوي، وإبلاغها بأي حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد، سواء كانت هذه الحالات مؤكدة أم مشتبهاً بها، كما دعت البلدان إلى مواصلة تعزيز تأهبها للطوارئ الصحية وفقاً للوائح الصحية الدولية (2005).