قال فرانسوا فيليب شامبين، وزير الخارجية الكندي، إن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكندا تناهز نصف قرن من الزمن، وأشار إلى أن البلدين تجمعهما علاقات جيدة سمحت بالعمل معا بخصوص تحديات عالمية عديدة. وذكر شامبين، في لقاء له مع طلبة معهد الدراسات العليا للتدبير (HEM) بالرباط، الجمعة، أن الجالية المغربية المقيمة في كندا، المقدرة بأكثر من مائة ألف، والطلبة الذين يفدون على الجامعات سنوياً وعددهم 3000 سنوياً، يمثلون "خير سفراء". وقال الوزير الكندي مخاطباً الطلبة: "50 في المائة من ساكنة المغرب أقل من 30 سنة، و50 في المائة من ساكنة القارة الإفريقية ستكون أقل من 30 سنة في غضون 25 سنة المقبلة، وهذا يعني أن شباب المغرب وإفريقيا هم قادة اليوم والمستقبل". وأورد المتحدث أن "شباب اليوم يعيش في قلب التغيرات الكبيرة التي يعرفها العالم، خصوصاً على المستويات السياسية والديمغرافية والتكنولوجية، وهو ما ينتج تحديات كبيرة تستوجب العمل على مواجهتها معاً". أول هذه التحديات الكبرى، يقول شامبين، البحث المستمر عن قادة عالميين، وزاد: "هناك قوى متوسطة مثل كندا تبرز في مجالات عدة من بينها التغيرات المناخية وإعطاء مكانة للشباب، والتوفر على سياسة خارجية نسوية من خلال تعيين نساء في بعثات سلام عبر العالم، وهذا ما يعطي نتائج جيدة". أما التحدي الثاني فيمكن، حسب المتحدث، في كون "مؤسسات الأمس لم تعد قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، من بينها المؤسسات التي رأت النور بعد الحرب العالمية الثانية، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي". وأشار شامبين إلى أن "التحدي الثالث يكمن في كون عالم اليوم أصبح أقل قابلية للتنبؤ، وهو ما يفرض على الدول احترام المبادئ والقيم"، مورداً في هذا الصدد أن كندا دافعت أكثر من مرة عن احترام القيم والمبادئ وكلفها ذلك كثيراً. وفي نظر رئيس الدبلوماسية الكندية فإن "أمن واستقرار وازدهار القارة الإفريقية أمر مهم للجميع، لأنها تهم مستقبل العالم"، مشدداً على أن "الرأسمال البشري هو المورد الطبيعي الأكثر قيمة الذي تتوفر عليه القارة". ولتبيان أهمية العنصر البشري الشاب الذي تتوفر عليه القارة الإفريقية، دعا شامبين الطلبة إلى "ملاحظة التغير الديمغرافي في العالم"، مردفا: "سترون أن الغرب يعيش اليوم مراحل شيخوخة السكان، وإفريقيا تحقق تكاملاً في هذا الصدد في ما يخص حاجيات البلدان الأخرى". وبخصوص المغرب، ذكر وزير الخارجية الكندي أن المملكة "تُصنف ضمن الاقتصاديات الخمسة الكبرى في القارة الإفريقية، ولديها إمكانيات مهمة، بفضلها وبفضل الإصلاحات التي أُطلقت في السنوات الأخيرة فإن المستقبل لا محالة سيكون جيداً". حول هذا اللقاء، قالت ياسمين بنعمور، المديرة العامة لمعهد الدراسات العليا للتدبير (HEM)، إن استضافة الوزير الكندي تمت بشراكة مع سفارة كندا في المغرب، وهي بمثابة "أول نشاط رسمي بعدما أصبح المعهد ضمن شبكة LCI Education التي تتواجد مؤسساتها في القارات الخمس، وتشغل 3000 متعاون ويدرس بها حوالي 17 ألف طالب عبر العالم". جدير بالذكر أن معهد HEM مؤسسة خاصة للتعليم العالي في التدبير والبحث رأت النور سنة 1988، وهي مُعترف بها من طرف الدولة، وتتواجد في كل من الدارالبيضاء والرباط ومراكش وطنجة وفاس، ولها مركز خاص بالأبحاث التطبيقية باسم "إيكونوميا"، إضافة إلى مؤسسة خاصة بالأنشطة السوسيوثقافية.