قال وزير الشؤون الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبان، اليوم الجمعة بالرباط، إن المغرب وكندا يتقاسمان أكثر من نصف قرن من العلاقات الدبلوماسية والقيم والمبادئ المشتركة التي تمكن البلدين من العمل معا. وأشار رئيس الدبلوماسية الكندية، الذي نشط ندوة حول « وضعية العالم » نظمها المعهد العالي للتدبير (أش أو إم ) بشراكة مع سفارة كندا بالمغرب، إلى أن المملكة تعتبر واحدة من الاقتصادات الخمسة الرئيسية بإفريقيا، ما يوفر إمكانات هائلة للعلاقات الثنائية. ووصف الوزير زيارته للمغرب بأنها تاريخية، كونها الأولى من نوعها لوزير خارجية كندي للمملكة، مسجلا أنه جاء حاملا « رسالة أمن وازدهار واستقرار ». وعلى صعيد آخر، كشف المسؤول الكندي أن المبادلات التجارية بين المغرب وكندا تصل إلى ما يناهز مليار دولار في السنة، معتبرا أن البلدين يمكنهما أن يعملا معا بشكل أفضل، وذلك بفضل فئة الشباب التي تتوفر عليها المملكة والتغييرات الكبرى التي يمكن أن تقوم بها. من جهة أخرى، ذكر السيد شامبان بأن أزيد من 100 ألف مغربي يقيم بكندا، ما يساهم في إثراء المجتمع الكندي، مشيرا إلى أن الطلبة المغاربة المقيمين بهذا البلد هم أحسن سفراء للعلاقات الثنائية. وفي هذا الصدد، اعتبر أن المغرب وكندا بإمكانهما تطوير شراكات هامة في قطاع التعليم نظرا إلى اللغة والثقافة التي تجمع البلدين. وبعد أن أكد السيد شامبان أن كندا، مدافعة صلبة عن تعددية الأطراف، اعتبر أن مستقبل العالم يوجد في جزء كبير منه بإفريقيا، ما يعكس أهمية العمل على ضمان أمن واستقرار وازدهار هذه القارة. وفي معرض حديثه عن التحديات التي سيواجهها العالم مستقبلا ، أشار المسؤول الكندي إلى مسألة النمو الديمغرافي . وأبرز، في هذا الصدد، أن الرأسمال البشري يشكل أهم مصدر طبيعي تتوفر عليه القارة، على عكس العالم الغربي الذي يعاني من شيخوخة ساكنته، وهو ما يحقق التكاملية بين القارتين. وتطرق الوزير الكندي أيضا إلى تحديات أخرى، لاسيما التغيرات السياسية الكبرى في العالم في ظل واقع متغير، وتحدي المناخ والتحدي التكنولوجي مع تطور الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الشباب يشكلون مستقبل وقادة الغد. وعرفت هذه الندوة، المنظمة في إطار الأنشطة الثقافية وتقاسم المعارف بالمعهد العالي للتدبير، مشاركة دبلوماسيين وجامعيين وطلبة.