اشتكتْ ساكنةٌ نواحي النّاظور ممّا اعتبرته "العزلة التي تعيشها مجموعة من الدّواوير بجماعة بوعرك نتيجة عدم تهيئة الطّريق المؤدّية إلى وسط المدينة، إضافة إلى مشكل الإنارة وغيابِ المرافق العمومية والنّقل العمومي". وراسلت عددٌ من الجمعيات النّاشطة في الجماعة ذاتها المسؤولين عن إقليم النّاظور مشتكية من حجم معاناة السكان وداعية إلى تأهيل الطّرقات وتمكين الدّواوير من المرافق العمومية. وقال المتضرّرون إن مجموعةً من الأحياء تفتقر إلى أبسط شروط الحياة، ما يجعل السّاكنة في عزلةٍ أمام واقع اضطرارها إلى التنقّلات اليومية للاستفادة من الخدمات العمومية، مثل التّعليم والصحّة. وقال محمد اليخليفي، رئيس جمعية شباب الخير للتنمية والتّعاون: "قبيل الانتخابات الجماعية الأخيرة ببوعرك، قدم رئيس الجماعة، محمادي توحتوح، مجموعة من الوعود لسكان دوار عاريض، تتعلق بأبسط شروط الحياة المتمثلة في إعادة هيكلة الطريق الرابطة بين قنطرة جلول والدوار المذكور، والتي يعاني بسببها كل السكان نظرا للتهميش الذي طالها من طرف المسؤولين السابقين، بالإضافة إلى إصلاح الإنارة العمومية وتنقية الوادي". وأضاف المتحدّث في تصريح لجريدة هسبريس: "بعد أن ترأس توحتوح جماعة بوعرك أغلق الباب في وجه سكان دوار عاريض بطريقة استفزازية وغير مسبوقة، رافضا التجاوب نهائيا مع جمعية شباب الخير للتنمية والتعاون وجمعية عاريض الكبير للتنمية، اللتين تعتبران من الجمعيات النشيطة بالمنطقة، ويحظى أعضاء مكتبيهما المسيرين بثقة تامة من سكان عاريض؛ وذلك انتقاما منهم لعدم مساندتهم له في الانتخابات الجماعية، ما جعلهم ينتفضون ضده، منظمين مجموعة من المحطات الاحتجاجية لاستنكار هذا التصرف الصبياني". ويمضي المتحدّث في سرد تفاصيل القضيّة قائلا: "الفرحة التي ظهرت على وجوه سكان حي عاريض بعد أن وافق أخيرا رئيس الجماعة على استقبالهم لم تدم سوى لحظات، إذ عبر في اجتماعه بهم عن عدم تمكنه من تحقيق وعوده لانعدام الميزانية، في حين أنه اشترى مؤخرا سيارة بقيمة تقدر بحوالي 25 مليون سنتيم لتسهل تنقله بالمملكة لقضاء مصالحه الشخصية". وأشار اليخليفي إلى أن ساكنة الدوار "لم تدّخر جهدا في المطالبة بحقوقها البسيطة لتوفير أبسط ظروف العيش الكريم، خاصّة توفير مدرسة ابتدائية لتخفيف معاناة التّلاميذ الذين يقطعون مسافة 8 كيلومترات ذهابا وإيابا، يوميا، للالتحاق بحجرات الدّراسة في مدرسة بعيدة..."، وزاد: "مازالت هذه المطالب البسيطة تُقابل بالمماطلة، ما يزيد من معاناة الساكنة، خاصّة في ما يتعلّق بالطّريق التي باتت أولوية ملحّة لتسهيل التنقّلات صوب وسط المدينة"، مؤكّدًا أن "الساكنة لن تصمت عن هذا الوضع إلى حين تحقيق مطالبها المشروعة". وتعليقًا على الموضوع قال رئيس جماعة بوعرك محمادي توحتوج: "هذه الجمعية لا تعبر عن مطالب الساكنة المتواجدة بتراب الجماعة، لأن مقرها تابع لجماعة إحدادن"، مضيفا: "الطريق موضوع الطلب يربط الدوار المذكور بالناظورالمدينة، من تراب جماعة بوعرك، وبالتالي فالجماعة المعنية بضرورة التدخل لإصلاحه هي جماعة إحدادن". وأردف المتحدّث ذاته: "رغم ذلك فجماعة بوعرك في إطار برنامج تهيئة المسالك الترابية، بشراكة مع مجلس الجهة، استهدفت هذا المقطع للتخفيف من معاناة تنقل الساكنة التابعة ترابيا لجماعة بوعرك؛ غير أن الجمعية المذكورة لم يرقها هذا التدخل، وتطالب ب"تزفيت" الطريق وتجهيزه بالإنارة العمومية أسوةً بالجزء التابع ترابيا لبلدية الناظور، وهو الأمر الذي لا يستقيم، إذ إن المقطع الأخير استفاد من برنامج التأهيل الحضري، والمقطع المتواجد بجماعة بوعرك يدخل ضمن منطقة الأراضي الفلاحية". أما في ما يتعلّق بالوعود فأكد توحتوح أنه لم يسبق له أن التقى بالجمعية والساكنة التي تمثلها أو قصدها في الحملة الانتخابية، باعتبارها غير تابعة لجماعة بوعرك، مبرزًا أن "كلامها غير صحيح"، وزاد: "جماعة بوعرك بغض النظر عن كل هذا تقوم بمجهود كبير لتلبية مطالب الساكنة التابعة لها، والتي يستهدفها هذا المقطع، في حدود الإمكانيات المتاحة". "هذه الجمعية تحكمها خلفية سياسية، إذ تركّز في شكاياتها وبياناتها على استهداف الرّئيس لخدمة أجندة سياسية لدى آخرين"، يختم المسؤول ذاته.