في خضمّ تداعيات الأزمة التي مرّت بها مؤخّرًا بسبب عددٍ من المشاكل، نظمت جماعة بوعرك، مساءالأحد، لقاءً تواصليا مع عموم ساكنة الجماعة، بحضور فعاليات من المجتمع المدني، لمناقشة مجموعة من القضايا التي أثارت جدلا واسعا، بغية اقتراح حلول ناجعة في إطار مقاربة تشاركية. وقدم مجلس الجماعة في هذا اللقاء توضيحات حول مجموعة من المشاكل العويصة، الّتي همّت أساسا البنية التحتية والطّرق وخدمة الإنارة، التي تم قطعها مدّة طويلة عن عددٍ من الدّواوير من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء بسبب تراكم الدّيون. وقال محمادي توحتوح رئيس جماعة بوعرك: "يأتي هذا اللقاء التواصلي في إطار إشراك ساكنة الجماعة في مناقشة مجموعة من المشاكل التي تمر بها الجماعة لأن المشاريع والبرامج الناجحة هي التي تشهد مشاركة جميع الأطراف بآرائها وتصوراتها لتتبع وتقييم هذه المشاريع". وأضاف "لا يُعقل أن جماعةً تضمّ أزيد من 40 ألف نسمة تنعدم فيها أبسط متطلبات الحياة، لذلك ليس غريبا أن نواجه هذه المشاكل، التي تستلزم تنظيم لقاءات تواصلية من أجل إشراك الجميع في مناقشتها واقتراح الحلول المناسبة". وتابع توحتوح قائلا: "من أجل تجويد الخدمات وتقريبها من عموم المواطنين اتّخذت الجماعة مقرا جديدا لها عبارة عن منزل مُكترى بحيّ البستان، سيتم افتتاحه نهاية شهر فبراير أو بداية شهر مارس على أبعد تقدير، وقد تم تصميمه بمواصفات عصرية، ويتوفر على شروط جيدة من شأنها مساعدة الموظفين على القيام بمهاهم على أكمل وجه في خدمة مصالح المواطنين". وبالنسبة إلى مشكلة الطريق المؤدية إلى حي عاريض، التي عرفت احتجاجات من قبل المواطنين مؤخّرًا، قال توحتوح إنّ تلك الطريق تم استهدافها ببرنامج تهيئة المسالك الترابية، الذي أنجز بشراكة مع مجلس الجهة، مشيرا إلى أن مطلب الساكنة بتزفيت تلك الطريق في الوقت الراهن لا يمكن الاستجابة له بالنّظر إلى أن هناك مناطق وطرقا أخرى تحظى بالأولوية، فيما تمّ إخبار الساكنة المحتجّة والتي قال توحتوح إنّها تابعة ترابيا لجماعة إحدادن بكون جماعة بوعرك لا تمثّلها في شيء. وتعليقا على موضوع قطع الإنارة العمومية عن مجموعة من الدواوير بجماعة بوعرك، أكّد توحتوح أن المشكل تمّ حلّه مؤخّرا عبر إعادة جدولة المتأخرات، مشيرا إلى أن هناك لجنة تقوم بسحب كل المصابيح الموجهة إلى الأماكن غير العامة، والتي لا تستهدف مصلحة المواطنين. وأضاف أن الجماعة ستعمل على ترشيد استهلاك الإنارة العمومية وتعبئة الموارد المالية لتفادي قطع الإنارة في المستقبل. كما طالب الساكنة بالانخراط في هذا الإصلاح عبر حذف كل المصابيح التي توجد في الأماكن الخاصة لأنه "من غير المعقول أن تستفيد الفيلات والضيعات من إنارة خاصة بها تُؤدّى فواتيرها من المال العام"، يقول توحتوح. وتابع رئيس الجماعة قائلا: "إلى حدّ الآن استطعنا تجاوز مشكلة الإنارة العمومية بكهربة مجموعة من الدواوير تقدر بحوالي 4000 نسمة، وتنفيذ مشروع مدّ المنازل بالإيصالات الفردية لخدمة الماء الصّالح للشرب". وتطرق توحتوح إلى المشاريع المنجزة، والمتمثلة في "بناء إعدادية بوعرك ومدرسة بوهراوة ومدرسة إكماش، ومشروع إعادة بناء 32 حجرة، وتوسيع أسطول النقل المدرسي الذي يضم 12 حافلةً، وكذلك توزيع الدراجات الهوائية على التلاميذ غير المستفيدين من النقل المدرسي، وبناء مستوصف بوعرك، وإنجاز حوالي 100 كيلومتر من الطرق القروية التي تم تمويلها في إطار عدة برامج، وبناء وتجهيز دار الفلاح في منطقة بوعرك السقوية، وبناء وتجهيز النادي النسوي بمنطقة لغريبة، وتجهيز وافتتاح المركب السوسيوتربوي بالحرشة". من جهته، أكّد رشيد عسّو، رئيس جمعية "عاريض الكبير للتنمية"، "أنّ ساكنة جماعة بوعرك ما زالت غارقة في عددٍ من المشاكل التي لم تستطع الجماعة حلّها، والتي تستوجب تعاطيا إيجابيا من قبل القائمين على تدبير الشأن العام بدل التجاهل والوعود الكاذبة". واستغرب عسّو "إقصاءه" من المداخلة في اللقاء التواصلي ذاته. وأضاف، في تصريح لجريدة هسبريس، أنه كان ينوي "التّعبير عن مجموعة من المشاكل التي تهم ساكنة عاريض المنتمية جغرافيا إلى جماعة بوعرك، والتي ترافعت الجمعية عنها باستمرار، أهمها تزفيت حوالي 700 متر من الطريق الرئيسية لبلوك 57، وتنقية الواد من الرواسب والنفايات التي تعيق مجرى الواد، وإصلاح المصابيح العمومية المعطلة". وتابع عسّو قائلا: "هذه المطالب البسيطة كانت كفيلة لدفع رئيس الجماعة إلى أن ينكر في وقت سابق أن تلك المنطقة تحت نفوذه. كما أنكر أيضا أنه اجتمع مع الجمعيتين اللتين أصدرتا عقب ذلك الاجتماع بيانا استنكاريا لتصرفات الرئيس تجاه رئيس الجمعية، وتملصه من المسؤولية، واليوم أمام ساكنة بوعرك يقر بأنه جلس مع الجمعيتين أزيد من ساعتين، وهذا ما يجعلنا نستغرب مثل هذه التصرفات التي لا تمثل سياسة التدبير العام".