يعتقد محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح والخليفة المرتقب للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيقدم صفقة القرن ليس لأنه "مهموم بالفلسطينيين"، ولكن لمساعدة "صديقه بنيامين نتنياهو" في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في مارس المقبل. ويؤكد العالول أن المسؤولين الفلسطينيين يتعرضون للمزيد من الضغوط في الآونة الأخيرة للقاء الإدارة الأمريكية، التي "لا يوجد اتصال رسمي بها" منذ أن اعترفت واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017. ويرى العالول أنه "ليس من المنطقي على الإطلاق" ما قاله وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن أن المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة لا تنتهك القانون الدولي. وقال "أبو جهاد" في لقاء مع مجموعة صغيرة من الصحافيين الدوليين من مكتبه في رام الله، مقر الحكومة الفلسطينية: "رفضنا في نحو 10 مناسبات (خلال الأشهر الأخيرة) عقد لقاء رسمي بهم"، وتابع: "حتى الآن لا نعرف ما هي خطته (التي وضعها مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر)، لكننا نعرف ما هو غير موجود: ليست هناك القدس، ولا حق العودة للاجئين أو إقامة دولة فلسطينية. ما هو سبب الحوار معهم إذن؟"، وزاد: "سنرفض الخطة تماما". ويتوقع العالول أن الخطة المحتملة لن تؤدي إلا إلى دعم القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 2 مارس المقبل، والتي لا يُتوقع بعدها حدوث تغيير جوهري في ما يتعلق بالصراع، أيا كان الفائز بهذه الانتخابات. ويبدو العالول منشغلا في هذه الأثناء بالانتخابات التي يريد الفلسطينيون تنظيمها، والتي لم تتكرر منذ عام 2006، إذ أوضح أنهم ينتظرون موافقة إسرائيل على السماح بالتصويت في القدس الشرقية، وكشف أنه كان هناك عائقان أمام إجراء هذه الانتخابات، هما القدسوغزة، موضحا أنه تم التوصل إلى حل بشأن غزة بعد الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تسيطر على القطاع منذ أكثر من عقد من الزمان. وفي ما يتعلق بالجزء الشرقي من المدينة المقدسة الذي ضمته إسرائيل -التي تفرض قوانينها المدنية عليه- يتوجب على الفلسطينيين انتظار موافقة السلطات الإسرائيلية التي "حتى الآن لم ترفض أو تقبل" إجراء الانتخابات. وأقر العالول بأن الفلسطينيين طالبوا الدول الأوروبية بممارسة ضغط على إسرائيل للرد، واقترحوا وضع صناديق اقتراع في القنصليات أو مقرات المنظمات الدولية، مثل الأممالمتحدة. وكشف المسؤول الفلسطيني أن بعض الفصائل تطالب عباس بإصدار قرار الدعوة لإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، لكن الرئيس يطلب التحلي بالصبر، لأنه بدون القدس "لن تكون هناك انتخابات فلسطينية". ولا يبدو العالول في عجلة من أمره لكشف ما إذا كان سيخلف عباس، البالغ من العمر 84 عاما، والذي إذا دعا إلى انتخابات برلمانية سيتوجب تلقائيا إجراء انتخابات رئاسية في غضون ثلاثة أشهر من يوم الاقتراع، إذ اختتم: "مازال الوقت مبكرا للحديث"، متجنبا توضيح مسألة ترشحه المحتمل، بينما أقر بأن عباس لا يبدو أنه سيترشح مرة ثانية للانتخابات الرئاسية.