في تعليقه على ما اعتبر تقاربا بين حزبي العدالة والتنمية (البيجيدي) والأصالة والمعاصرة (البام)، أورد محمد الشيخ بيد الله، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي حل ضيفا على برنامج "نقاش في السياسة"، أن "البام يريد أن يقي المغرب تأثير الإخوان المسلمين كتنظيم عالمي"، معتبرا أن الحديث عن التحالف مع العدالة سابق لأوانه. وفي هذا الحوار الأسبوعي مع هسبريس، قال بيد الله إن "الأصالة والمعاصرة خائف من الخطاب الذي يتبناه القرضاوي الذي عبر مؤخرا عن فرحه بوجود دول ما زالت تقطع الأيادي"، مضيفا أن "المخاوف كذلك قائمة من أفكار السيد قطب، لذلك فهدفنا الوقاية من تيار عالمي له وسائل كبيرة وآليات قوية ويحمل أفكارا لا تشبه الإسلام المغربي". ونفى عضو المكتب السياسي ل "البام" أي تقارب مع "البيجيدي"، موردا أن التصريحات الصادرة عن بعض أعضاء الحزب لا تعني إلا أصحابها، مشددا على أن "التحالفات الموجودة حاليا محلية، ولا يمكن إسقاطها على التحالف الوطني، باعتباره تحالفا يكون بعد الانتخابات وليس قبلها". المرشح لقيادة "البام" خلال المؤتمر الرابع، علق على إمكانية وجود تحالف مستقبلي مع خصم حزبه الرئيسي بالقول: "إنه سؤال سابق لأوانه، رغم أنه لا توجد خطوط حمراء لدى الحزب"، مستدركا بأنه "لا يمكن اتخاذ قرار من هذا القبيل في هذه الظروف". "التحالف المركزي يجب أن يتم اتخاذ القرار بشأنه من طرف قيادة الحزب وفي أجهزته التقريرية"، يقول ضيف "نقاش في السياسة"، الذي اعتبر أن "قراءة التصريحات على أن هدفها محاصرة التجمع الوطني للأحرار إطلاق للكلام على عواهنه". وقال بيد الله إن التجمع حزب إخوة وأصدقاء، وإن العلاقة التي ستجمعه مع "البام" هي علاقة تعاون، معتبرا أن "رئيس الحزب، عزيز أخنوش، رجل وطني، ولا يمكن إلا أن تكون علاقات جيدة معه في المستقبل كما كانت في الماضي لخدمة بلادنا". وبعدما شدد على أن "تعامل الحزب مع الفرقاء قائم على الاحترام والتنافس الشريف في الانتخابات المحلية والوطنية"، أورد بيد الله أن "الأصالة والمعاصرة يقوم بدوره، ومن يقول غير ذلك يحاول المس بمصداقية المؤسسة البرلمانية وتبخيس الدور الكبير الذي يقوم به الحزب وفريقاه في البرلمان". وفي هذا الصدد، أبرز القيادي في حزب "التراكتور" أن لكل حزب كيفيته في التعامل مع مشاكل المغاربة، مشيرا إلى "أن حزب الأحرار لم يأت مكان حزب الأصالة والمعاصرة، لأن دور الأحزاب هو التعامل مع انتظارات المواطنين، وهو ما يتم بطرق مختلفة بين كل حزب". وحول مستقبل الحزب في أفق 2021، سنة الانتخابات التشريعية، أبدى بيد الله تفاؤله بما سيحققه، باعتباره حزبا تخطى العديد من الصعوبات، وتعرض لهجمات خارجية وصراعات داخلية، موضحا أن "الحزب اليوم له مناعة لتجاوز هذه المعيقات". الأمين العام الأسبق ل"البام" كشف عن حلمه بأن يقود حزب الأصالة والمعاصرة الحكومة، مشيرا إلى أن الصراع الذي كان بين الحزب والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، أصبح من الماضي، وأن هذا الأخير إن استمر في خرجاته فسيتم التصدي لها، مخاطبا بنكيران: "إن عدتم عدنا". وبخصوص النقاش حول الحريات الفردية في المغرب، سجل بيد الله أن "الشخص مسؤول عن تصرفاته ما لم يمس ما يجمع المغاربة من قيم"، مشددا على أن "المواطنين أحرار في فعل ما يشاؤون في فضاءاتهم الخاصة". وأورد المتحدث ذاته أن "لا أحد يملك الحق في مراقبة بيوت الناس"، مضيفا أنه "من غير المقبول تشغيل الكاميرات دخل إلى البيوت، والمغاربة من حقهم ممارسة ما يشاؤون إذا كان ذلك يهمهم كأشخاص".