"حڭروني وظلموني، وفِي بلادي قهروني"، "آش من قانون طبقتي، وبرّاكتي ريبتي"، "باش حنا مواطنين، لا حقوق لا قوانين"، هكذا صدحت حناجر عدد من ساكنة كاريان سنطرال بعمالة عين السبع أمام مقر ولاية جهة الدارالبيضاءسطات بعدما ظل هؤلاء يطرقون أبواب الجماعة والعمالة دون مجيب. وتوافد سكان كاريان سنطرال التاريخي، الذين لم يستفيدوا من حق السكن على غرار آخرين، صباح اليوم الخميس، أمام مقر ولاية الجهة، مطالبين السلطات الولائية بإيجاد حل لهم ولمعاناتهم التي طالت منذ ما يزيد عن أربع سنوات. واستغرب المحتجون، رجالا ونساء، إقدام مقاطعة عين السبع ومصالح العمالة على غلق الباب في وجههم، وعدم إيجاد حل لأزمتهم التي تتفاقم يوما تلو آخر منذ شروع السلطات بعمالة عين السبع الحي المحمدي في هدم "الكاريان" بسبب خطوط الترامواي. وطالب سكان أكبر تجمع صفيحي بالدارالبيضاء، غير المستفيدين من السكن، بحق الاستفادة أسوة بآخرين، معتبرين أن مطلبهم هذا قانوني ودستوري، مشيرين في الوقت نفسه إلى ضرورة إيفاد لجنة مركزية لتقصي الحقائق والوقوف على أسباب عدم استفادتهم من السكن. وناشد المتضررون، الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها بدون "منازل"، ملك البلاد التدخل في هذه النازلة، لا سيما وأن بعضهم اضطر إلى كراء غرف والبعض الآخر انتقل إلى الدواوير التي يتحدر منها بالشواية وغيرها. وقالت إحدى المحتجات في هذه الوقفة: "نحن مغاربة ولسنا لاجئين، يجب أن يتم الاعتراف بِنَا، نحن نريد هوية وسكنا"، مضيفة أن "عدم التوفر على السكن الذي هو حق لنا يجعلنا نعاني نحن وأبناؤنا في الحصول على عمل وغيره". من جهتها، حكت السيدة أمينة، متضررة، بحرقة عن وضعيتها في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلة إن "رئيس جماعة عين السبع لا يستقبلنا، وْعْلاشْ العمالة سادّةْ الباب علينا، عْيينا يا صاحب الجلالة، بإمكاننا أن ننتحر ولكن نحن نخاف الله". وأضافت: "ريْبو لينا بناء على قرار ملكي واحترمنا القرار، لكن منذ ذلك التاريخ ونحن نعيش هذا الوضع"، وتضرعت إلى الله لإنقاذهم مما يعيشونه من تشرد منذ خمس سنوات ومن معاناة صيفا وشتاء. بدورها اتهمت السيدة عزيزة الجماعة والسلطات بعدم إيجاد حل لهم رغم مرور خمس سنوات على قرار الهدم، مؤكدة أن الأبواب غلقت في وجههم من لدن المقاطعة والعمالة. وقالت المتحدثة صمن تصريح لهسبريس: "الناس يعانون التشرد والضياع، لا تعويض ولا حق لنا، خمس سنوات ونحن نعيش هذا الوضع، ها لّي ملْيوحْ في الزناقي ها لي مشى عند نْسابو وكايْن لي كاري سدّاري في بيت". وأكد سكان "كاريان سنطرال" أنهم منذ ثامن مارس 2016 وهم يعانون الحيف والظلم عقب هدم "براريكهم" من طرف السلطة المحلية في عين السبع، "مع علم تسوية وضعيتهم في الاستفادة من الهبة الملكية، حيث طالهم النسيان وأغلقت الأبواب في وجههم بدعوى عدم وجود الأرض".