عاد سكان دوار باشكو، التابع لمقاطعة المعاريف عمالة آنفا الدارالبيضاء، للاحتجاج من جديد على عدم استفادتهم من سكن لائق أسوة بباقي سكان المنازل الصفيحية. إحدى السيدات المتضررات من عملية الهدم (أيس بريس) واختارت نسوة وشباب ورجال كاريان باشكو هذه المرة الوقوف فوق الرصيف المقابل لمقر إدماج السكن في زنقة أكادير، للتنديد بما لحقهم من تشرد وإقصاء من سكن لائق، حيث رددوا شعارات تنادي بمحاسبة "العابثين" بمصير ثلاثمائة أسرة، وشجبوا ما أسموها "تلاعبات وزبونية " في توزيع الشقق السكنية. مستفيدون غرباء يروي بدر نرجاو، أحد المتضررين من عملية الترحيل في دوار باشكو، كيف أن المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير ملف كاريان "باشكو"، قاموا بترحيل أشخاص غرباء عن ليقطنوا فيه لمدة معينة، قبل أن يستفيدوا من شقق سكنية بعد دفع "رشاوى" لرجال السلطات المحلية، فيما ظل هو وجيرانه المعمرون بالحي في مكانهم منذ أزيد من نصف قرن، وقال "أنا من بين الأشخاص الذين تلقو وعدوا بالاستفادة، ولم أستفد لحد الآن، ما يعني أن هناك بيعا وشراء في حق الاستفادة من سكن لائق، كما هناك رشاوى تعطى للمشرفين على عملية الاستفادة"، وأضاف، بصوت حنق "هناك أناس غرباء ليسو من أبناء كاريان باشكو استفادوا من سكن في مدينة الرحمة، لهذا نحن نتساءل كيف جرى إسكان هذه الأسر؟ مع العلم أن هناك أسرا هي المعنية بهذه الاستفادة في كاريان باشكو، هدمت السلطات أكواخهم ووعدتهم بمنازل، لكن لحد الآن لم يستفيدوا". وجدت قرابة ثلاثمائة أسرة في كاريان باشكو نفسها مشردة بعدما تلقت وعودا بإعادة إسكانها بحيث هدمت السلطات منازلهم، ويحكي رفيق مبسوطي، أحد المتضررين، أن ما جعل سكان كاريان باشكو يعيشون هذا الوضع هو العمارات السكنية التي بنيت بالقرب من التجمع السكني المذكور سنة 1973، ولم يستفد منها السكان، واستحوذ عليه بعض الأشخاص المجهولين، يقول رفيق "سكان حي باشكو هم الوحيدون، الذين جرى توزيعهم على مجموعة من الأحياء السكنية الجديدة، إذ هناك أسرا استفادت من سكن في الرحمة وأخرى في سيدي معروف والتشارك". الوضع يتفاقم وتأتي الوقفة الاحتجاجية أمام مقر إدماج السكن بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية نظمها السكان أمام شركة "العمران" ومقاطعة المعاريف وعمالة آنفا، لأن هذه الإدارة، حسب المحتجين، معنية بدورها بعملية الاستفادة، وتحدث بدر بإصرار مشيرا بسبابته إلى الإدارة المذكورة قائلا "بعد أن طرقنا جميع الأبواب، لم يبق أمامنا شيء لنخسره، هناك خمسة شباب من أبناء كاريان باشكو حاولوا الانتحار احتجاجا على هذا الوضع، ومنعهم السكان، لكن الوضع يستمر في التفاقم، والسكان غير مستعدين إلى التخلي عن حقهم في السكن". وبينما رحل بعض السكان عن "كريان باشكو" بالانتقال إلى حي الرحمة أو سيدي معروف، أفاد الباقون منهم حاولوا أنهم غير مستعدين للمجازفة، موضحين أن الكثير ممن ترك بيته في "الكريان" اضطر إلى تحمل بعد المسافة، إلى جانب أن الرحيل عن "الكريان" يتطلب تكاليف باهضة بالنسبة إليهم، قصد بناء البقع الممنوحة إليهم أو بدفع مبلغ يخول لهم السكن في شقق، حسب ما أفرزته نتيجة "القرعة"، المعمول بها في إطار ترحيل سكان "كريان باشكو". ما يوازي 480 حيا عشوائيا وكانت الحكومة خصصت، حسب بعض الأرقام، مبلغ ثمانية ملايير درهم كغلاف مالي، تساهم فيه وزارة الإسكان والتعمير بنسبة 38 في المائة، يغطي عمليات إزالة 480 حيا عشوائيا من الدار البيضاء خلال مدة حدد أجلها في 5 سنوات. وحسب الوكالة الحضرية للدارالبيضاء، فإن حوالي 23 ألف سكن انتُهي من بنائه لحد الآن من بين 51 ألف وحدة سكنية مبرمجة، فيما تشير أرقام صادرة عن وزارة الإسكان والتعمير إلى أن عدد الأكواخ، التي هدمت في الدارالبيضاء، وصل إلى 14900، بينما لا يتعدى عدد الوحدات السكنية الموجودة في طور الإنجاز 9 آلاف، وعدد الوحدات المتوفرة الشاغرة 3520 وحدة.