بعد فشلِ تنقُّلِ كاتي بيري، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب العمل الهولندي المعروفة بمساندتها لحراك الريف، إلى مدينة الحسيمة، وصلَ إلى المدينة ذاتها، الاثنين، وفد برلمانيٌّ هولندي عن الحزب الاشتراكي حيث التقى بعائلات المعتقلين في زيارة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الحراك. وترأست الوفد الهولندي رئيسة الحزب الاشتراكي، ليليان مراينيسن، والبرلمانية عن الحزب نفسه سادات كارابولوت، وهي الزّيارة التي كانت مقرّرة منذ مدة من طرف الفريق البرلماني الهولندي ومدرجة ضمن برنامج الزيارات الخارجية، قبل أن تتحقّق بلقاء عائلات معتقلي "حراك الرّيف"، في مقدّمتهم أحمد الزفزافي، والد أيقونة الحراك ناصر الزفزافي. وأعربت البرلمانيتان الهولنديتان عن تضامنهما مع عائلات المعتقلين الرّيفيين، ووعدتا بالعمل بكل الوسائل من "أجل إطلاق سراح قائد الاحتجاجات الميدانية في الحسيمة، ناصر الزفزافي، وباقي المعتقلين". وكانت سادات كارابولوت قد طالبت حزبها، في وقت سابق، بطرح مُقترح استعجالي للبرلمان الأوروبي يقضي بتكوين لجنة لتقصي الحقائق بخصوص المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى المغرب من أجل إنجاز مشاريع في شمال المملكة. وتعتبرُ كارابولوت إلى جانب كاتي بيري وبرلمانيين إسبان آخرين من أبرز المطالبين بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، وقد كانوا المساندين لملف ناصر الزفزافي لنيل جائزة سخاروف التي يقدمها الاتحاد الأوروبي، والتي حل فيها ثالثا. وفي هذا السّياق، قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، إنّ "لقاء أمس في الحسيمة كان مع وفد من البرلمان الهولندي برئاسة نواب يساريين يؤمنون بالتّضامن الإنساني ويقرُّون بأنّ معتقلي الحسيمة والرّيف أبرياء"، مبرزة أنّ "النواب الهولنديين لا يريدون التدخل في السيادة الوطنية، بل أرادوا بحضورهم إلى المغرب التعبير عن تضامنهم مع المعتقلين وعائلاتهم". وجدّدت منيب التي التقت الوفد الهولندي مطالبتها بالإفراج عن كافة معتقلي حراك الريف، مبرزة أنّ "المدخل الأساسي لحل هذه الأزمة هو إطلاق سراح المعتقلين وفتح صفحة جديدة مع المنطقة". من جانبه، قال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، إنّ "اللقاء كان بدعوة مشتركة مع عائلات المعتقلين على خلفية حراك الريف، وبطلب من الحزب الاشتراكي الهولندي الذي يوجد في المعارضة ويتوفر على 14 برلمانيا". وأضاف السياسي اليساري ذاته أنّ "الوفد الهولندي ترأسته رئيسة الفريق البرلماني المكلفة بالعلاقات الدولية، وجاء إلى المغرب في سياق جولة استطلاعية من أجل لقاء عائلات المعتقلين، وللحديث عن الحراك".