قال أحمد الزفزافي، والد القائد الميداني لاحتجاجات منطقة الريف، ناصر الزفزافي، إن تنسيقه مع وفد من البرلمان الهولندي "ليس أبدا اسقواء بالخارج ضد الوطن، بل العكس تماما، فنحن نتواصل مع مختلف الثقافات والأمم مادامت تلتزم بالسلمية"، مسجلا أن "كرم المنطقة هو المرحب الأول بالوفد، فمحمد بن عبد الكريم الخطابي كان يستقبل الأعداء، فما البال بمن جاؤوا حبا في الريف". الزفزافي، الذي تحدث في حضور برلمانيتين هولنديتين من غرفة ناصر، أضاف أن "الريف يظل منتميا إلى الوطن المغربي بحكم التقاليد العريقة لهذا البلد"، مشيرا إلى أن "الوفد الهولندي لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ولم يأت لفرض تصوره على أحد، بل جاء بمشاريع تنموية ستساعد المنطقة على الخروج من وضع العزلة الأمنية والاقتصادية". وأورد والد "أيقونة حراك الريف"، الأربعاء، أن "الوفد ينتمي إلى اليسار الأوروبي، وبالتالي من العادي أن يكون تنسيقه قائما مع اليسار المغربي"، مرحبا بجميع الأحزاب التي تريد مصلحة الريف، مؤكدا أنه توجه إلى عمالة الحسيمة من أجل طلب لقاء رسمي مع الوفد، لكن الإجراءات لم تسعفه، فيما قوبل توجهه الدائم نحو المجلس الجماعي "بغياب التواصل". وأشار الزفزافي إلى أن "هناك سوء فهم كبير يجمع باقي الأحزاب بالريف"، وأبدى إحباطه من "تفاعل أجانب مع شكاوى العائلات والمنطقة ككل، فيما أبناء الوطن لا يفهمون"، وزاد قائلا: "لا أحد سيتحكم في حريتي، وسأقوم دائما بما يمليه على ضميري"، مشددا على أن "كل من يهمه الريف أو يمكن أن يساعده بشيء، فمرحبا به ما دام الجميع يحترم دائرة السلم والأخلاق والقيم" وأكمل المتحدث موضحا أن "لا أحد خارج هذا البلد بإمكانه إطلاق سراح معتقلي حراك الريف، بل المسؤول الوحيد عن هذا الأمر ومن يستطيع القيام به حقيقة، هم السياسيون داخل المغرب". وبعد فشلِ تنقُّلِ كاتي بيري، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب العمل الهولندي المعروفة بمساندتها لحراك الريف، إلى مدينة الحسيمة، وصلَ إلى المدينة ذاتها، الاثنين، وفد برلمانيٌّ هولندي عن الحزب الاشتراكي حيث التقى بعائلات المعتقلين في زيارة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الحراك. وترأست الوفد الهولندي رئيسة الحزب الاشتراكي، ليليان مراينيسن، والبرلمانية عن الحزب نفسه سادات كارابولوت، وهي الزّيارة التي كانت مقرّرة منذ مدة من طرف الفريق البرلماني الهولندي ومدرجة ضمن برنامج الزيارات الخارجية، قبل أن تتحقّق بلقاء عائلات معتقلي "حراك الرّيف"، في مقدّمتهم أحمد الزفزافي، والد أيقونة الحراك ناصر الزفزافي. وأعربت البرلمانيتان الهولنديتان عن تضامنهما مع عائلات المعتقلين الرّيفيين، ووعدتا بالعمل بكل الوسائل من "أجل إطلاق سراح قائد الاحتجاجات الميدانية في الحسيمة، ناصر الزفزافي، وباقي المعتقلين". وكانت سادات كارابولوت قد طالبت حزبها، في وقت سابق، بطرح مُقترح استعجالي للبرلمان الأوروبي يقضي بتكوين لجنة لتقصي الحقائق بخصوص المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى المغرب من أجل إنجاز مشاريع في شمال المملكة.