في بدايةِ كلّ شهر يقوم مجموعةٌ من الشّباب المبدعين بمدينة النّاظور بقراءة أبرز الكتبِ الإبداعية ومناقشتها وتحليلها في لقاءات مفتوحة، تشجيعًا على ثقافة القراءة بالمدينة وترسيخا لروح الإبداع والكتابة، في إطار منتدىً أدبيّ يُشارك فيه عددٌ من الأساتذة والنّقاد والطلبة الباحثين. وانبثقت فكرة تأسيس "منتدى الناظور الثّقافي للقراءة والإبداع" من رغبة عددٍ من الشباب المبدعين لخلق إشعاع ثقافي أدبي بالمدينة، والنّهوض بفعلِ القراءة والنّقاش والحوار النّقدي والثّقافي، ولَمّ شملِ المُبدعين والكُتّاب والنُقّاد والمهتمّين بمجال الأدب في أجواءٍ ثقافية. وقام المنتدى، إلى حدّ الآن، بعقد تسعة لقاءات تمحورت حول مناقشة تسعة كتب أدبية (روايات ومجموعات قصصية). وقد خُصّص اللقاءُ الأوّل لرواية "الخبز الحافي" لمحمد شكري، تلتهُ لقاءت أخرى: مناقشة "برج جناذة" لعبد الواحد العرجوني، ورواية "سيدات القمر" للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، وبعدها المجموعة القصصية "ثفردجاس" للوليد ميمون، تلتها رواية "الحمار الذهبي" للكيوس أبوليوس، ثم رواية "على ذمة التحقيق" للكاتبة آمنة برواضي، وبعدها رواية "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، ثم المجموعة القصصية "قاتل أبيه" للكاتب الخضر الورياشي، وأخيرا رواية "عزازيل" للكاتب المصري يوسف زيدان. وقال رضوان بن شيكر، رئيس منتدى الناظور الثّقافي للقراءة والإبداع، إن "المنتدى يعمل على محاولة زرع ثقافة القراءة وترسيخها في الأوساط الناظورية من أجل خلق جو ثقافي هادف وجاد بالإقليم، وسعيًا إلى النّهوض بالحركة الثقافية في المنطقة التي تعرف ركودا كبيرا". وأضاف أن المنتدى يستقبل، بدايةً، اقتراحات القُرّاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ثمّ يتم الاتّفاق على كتابٍ أدبيّ مُعين، قبل أن يُعلن عن موعدِ مناقشته باستدعاء نُقّاد وأساتذة ومثقّفين للمشاركة في هذا النّشاط الثّقافي، مشيرًا إلى أن "المنتدى يراعي اختيارَ كتُبٍ أدبية عالمية مشهورة، وكذلك كتب أدبية لمبدعين محليّين بمدينة الناظور من أجل دعمهم وتشجيعهم وتعريف القراء بكتاباتهم." وتابع رضوان بن شيكر قائلا: "اللقاء يمر دائما في أجواء عفوية، ويتيح الفرصة للجميع للنقاش وإبداء الرأي بغض النّظَر عن التخصص الأكاديمي أو المستوى الدراسي؛ من أجل تشجيع الكل على محاولة القراءة وكسر الفوارق الموجودة بين المثقفين والمبدعين وباقي أفراد المجتمع، الذين يمكنهم أن يتحولوا إلى فاعلين ثقافيين بفضل ممارسة فعل القراءة ومشاركة الطبقة المثقفة همومها واهتماماتها." "ومستقبلًا سنستمر في عقد اللقاء الشهري المتعلق بقراءة كتاب معين. كما سنعقد مجموعة من اللقاءات المفتوحة مع فعاليات تشتغل في الحقل الثقافي، وأعطت الكثير للمنطقة من أجل الاعتراف بها وتعريف الساكنة بمنجزاتها وانشغالاتها. كذلك سنعملُ على تخصيص مسابقات بجوائز مُعيّنة من أجل التشجيع على الكتابة والإبداع. كما لا نَفتأ نفكّر في تسطير مشاريع أخرى تهدفُ إلى منحِ إشعاعٍ ثقافي وأدبيّ للمدينة"، يختم رئيس منتدى الناظور الثّقافي للقراءة والإبداع تصريحه لهسبريس.