في الوقت الذي تشهد فيها عدد من المدن المغربية تدفّقا لأعداد كبيرة من المواطنين من أجل إحياء ليلة رأس السنة، حيث تدب الحركة بهذه المدن إلى وقت متأخر من الليل، مع ما يرافق ذلك من صخب وفوضى، يبدو أن حاضرة إقليم اشتوكة آيت باها، مدينة بيوكرى، تعيش هذه المناسبة في أجواء عادية وباردة. هسبريس قامت بجولة ليلية بعدد من أحياء المدينة، إذ وقفنا على كون الأمور عادية، باستثناء التواجد الأمني المكثف بكل الشوارع والأزقة والمحاور الطرقية الرئيسية، فالمقاهي والمحلات التجارية تشهد حركة عادية، كما أن حركة السير والجولان تبدو هي الأخرى كالأيام الاعتيادية. ومن خلال إفادات استقتها هسبريس، فإن أغلب المحتفلين ب"البوناني"، يختارون التجمع في أماكن خارج المدينة بعيدا عن مخاطر الطرقات إن هم قصدوا الحانات والملاهي الليلية في مدينة أكادير القريبة. وإن كانت مدينة بيوكرى، كعادتها، تنفرد بهذا الطابع خلال كل مناسبة الاحتفال بنهاية سنة ودخول أخرى جديدة، فإن ذلك لم يمنع مصالح الأمن الوطني من إعداد كل الترتيبات البشرية واللوجستية، والدخول في حالة تأهب، كخطوة استباقية واحترازية، من أجل تعزيز الشعور بالأمن لدى عموم المواطنين. وفي هذا الصدد، قال الكولونيل يحيى عضاض، رئيس الهيئة الحضرية بالمنطقة الإقليمية لأمن بيوكرى، إنه "على مستوى المنطقة الأمنية، تم اتخاذ مجموعة من التدابير، بتوجيهات من المدير العام للأمن الوطني ووالي أمن أكادير ورئيس المنطقة الأمنية، حيث تم تنصيب مجموعة من السدود في مداخل المدينة، الهدف منها ضبط حركة السير ومراقبة الأشخاص والمركبات". وأوضح المسؤول الأمني ضمن تصريح لهسبريس، أن الخطة الأمنية المعتمدة من طرف مصالح الأمن ببيوكرى ارتكزت أساسا على "تقسيم المدينة إلى أربعة مناطق، حيث تم تسخير كل المركبات والسيارات التابعة للمنطقة الأمنية، من أجل القيام بحملات تمشيطية واستتباب الأمن لدى الساكنة، وتساهم في كل هذه التدخلات مختلف الفرق الأمنية والسلطات المحلية والقوات المساعدة". وانتقلت هسبريس إلى مصلحة المداومة بالمنطقة الأمنية لبيوكرى، حيث أوضح جلال باضاج، الأمني المداوم، أن "جميع الفرق الأمنية مجنّدة لتأمين وإنجاح الاحتفالات، حيث تم تسخير كل الدعم البشري واللوجستيكي، بتوجيهات من الإدارة العامة وولاية الأمن، وفيما يخص مصلحة الديمومة، فقد تم تسجيل قضايا عادية وسلسة، ولم يتم تسجيل أية قضية تدخل في نطاق الخطر".