اختتمت الحملة الوطنية السابعة عشرة لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات وسط تفاؤل بإمكانية الحد من هذه الظاهرة التي تبيّن الإحصائيات الرسمية أنها ما زالت مستفحلة في المغرب؛ حيث يصل عدد المعرضات لمختلف أشكال العنف إلى 54 في المئة من مجموع النساء المغربيات. جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، عبرت عن تفاؤلها بشأن إفضاء الحملات الوطنية لوقف العنف ضد النساء إلى الحد من هذه الظاهرة، حيث ناهز عدد المشاهدين الذين شاهدوا الوصلتين التحسيسيتين اللتين بثتهما الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي تسعة ملايين مشاهد. واعتبرت المصلي، في كلمة خلال ندوة اختتام الحملة الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء، مساء الخميس في قصر المؤتمرات بسلا، أن الحملة "تؤكد انخراط المغرب القوي في محاربة العنف ضد النساء، والتمكين لهن على كافة المستويات"، مؤكدة أن الحملة "لا تعني أن نصنع من الرجل عدوا للنساء، بل جعله شريكا في محاربة العنف ضدهن". واستهدفت الحملة السابعة عشرة لمحاربة العنف ضد النساء هذه السنة، بالخصوص، الشباب، لكون هذه الشريحة العمرية مَعنية أكثر بالعنف ضد النساء، حيث بيّنت إحصائيات البحث الوطني الذي أنجزته وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة أن الشباب من الفئة العمرية ما بين 19 و34 سنة هم الذين يمارسون العنف أكثر ضد النساء، كما أن النساء أقل من 34 سنة هن الأكثر عرضة للعنف. وعبرت جميلة المصلي عن ارتياحها لانخراط الشباب المغربي في الحملة الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء، التي انطلقت يوم 26 نونبر الماضي بمناسبة تخليد اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، تحت شعار "الشباب متحدين وللعنف ضد النساء رافضين"، بقولها إن "الشباب لم يخّيب آمالنا؛ إذ انخرط في الحملة بكل ما للكلمة من معنى". وتمت الحملة الوطنية السابعة عشرة بشراكة بين وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة وقطاعات حكومية أخرى وهيئات من المجتمع المدني، حيث تم تخصيص خطبة الجمعة لموضوع محاربة العنف ضد النساء في 24 ألف مسجد عبر ربوع المغرب، وخُصصت حصص دراسية للموضوع نفسه في المؤسسات التعليمية، كما نظمت ندوات في مختلف محاكم المملكة، علاوة على أنشطة نُظمت بدُور الشباب. وشددت جميلة المصلي على أن العنف ضد النساء له كلفة اقتصادية واجتماعية كبيرة جدا؛ "ذلك أن المرأة المعنفة لا يمكن أن ننتظر منها أن تكون فاعلة ومنتجة"، مضيفة أن "العنف ضد المرأة يؤثر سلبا على انخراطها في المجتمع". وبحسب المعطيات الرقمية حول الحملة الوطنية السابعة عشرة لمحاربة العنف ضد النساء، التي قدمها يوسف سيمو، رئيس قسم التواصل بوزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، فقد حققت الوصلة التحسيسية التي قدمها الفنان مسلم حوالي سبعة ملايين مشاهدة على "يوتيوب"، ومليونا ونصف مليون مشاهدة على صفحة الوزارة بموقع "فيسبوك"، كما حققت الوصلة التحسيسية التي قدمها الفنان نعمان لحلو مشاهدات مرتفعة. واختتمت الحملة الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء بتوصيات تحث على تعزيز التكوين والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة في أوساط الفتيان والشباب في مستويات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وتشجيع الشباب على البحث العلمي في مجال الحقوق الكونية للنساء، وإعداد وتنفيذ برامج تحسيسية حول العنف ضد النساء في مؤسسات تأطير الشباب. كما تضمنت التوصيات دعوة إلى تعزيز الحماية القانونية للنساء ضحايا العنف، وتكثيف التعريف بمضامين القانون الخاص بمحاربة العنف ضد النساء، والتعريف بمساطر وإجراءات حماية النساء وكيفية التبليغ عن العنف، والتعريف بمخاطر العنف الإلكتروني وكيفية تجنبه والوقاية منه، والعمل على تعديل مدونة الأسرة لمسايرة مقتضيات دستور 2011. من جهة ثانية، قالت جميلة المصلي إن المغرب ماض في تكريس حقوق النساء؛ إذ صادقت الحكومة في المجلس الحكومي المنعقد اليوم الخميس على القانون رقم 62.17 المنظم لتدبير الأراضي السلالية، ليصبح بذلك بإمكان النساء السلاليات أن يستفدن من حقهن من هذه الأراضي بعدما كن محرومات منه لعقود، مبرزة أن هذا القانون "سيمكّن من ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للنساء السلاليات".