أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن الحمية الغذائية عالية الدهون تحد من ظهور ونمو الخلايا العصبية الجديدة في الدماغ لدى الإناث البالغات، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول التركية. الدراسة أجراها باحثون بمركز ألباني الطبي بمدينة نيويوركالأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (eNeuro) العلمية. وأوضح الباحثون أن اضطرابات الأيض أو التمثيل الغذائي التي ينجم عنها أمراض مثل السمنة والسكري من النوع الثاني، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض الدماغ التي تتراوح من الاكتئاب إلى مرض ألزهايمر. وأضافوا أن عرقلة عملية نمو وتطور الخلايا العصبية الجديدة فيما يعرف بعملية "التكوين العصبي للبالغين" تلعب دورًا كبيرًا في ظهور أمراض الدماغ المتعلقة باضطرابات التمثيل الغذائي. وحسب الدراسة، تعتبر منطقة الحصين -منطقة في الدماغ تلعب دورًا رئيسيًا في الذاكرة والعمليات العاطفية- موقعًا معروفًا للتكوين العصبي للبالغين. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق مجموعتين من الفئران، أطعموا الأولى حمية غذائية عالية الدهون، فيما تناولت المجموعة الأخرى حمية طبيعية منخفضة الدهون لمدة 18 أسبوعًا. وفي نهاية الدراسة، وجد الباحثون أن المجموعة التي تناولت النظام الغذائي عالي الدهون عانت من زيادة الوزن وارتفاع نسبة السكر في الدم، وظهر ذلك على كل من الفئران الذكور والإناث، مقارنة بمجموعة الأخرى. في المقابل، فإن الإناث فقط ممن تناولن أطعمة عالية الدهون هن من عانين خللا في عملية نمو الخلايا العصبية الجديدة في منطقة الحصين، حيث كان لديهن عدد أقل من الخلايا العصبية النامية، مقارنة بأقرانهن ممن تناولن أطعمة لا تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون. أما الفئران الذكور الذين تناولوا الأغذية عالية الدهون كان لديهم نفس عدد الخلايا العصبية النامية في منطقة الحصين بالمخ، مثل أقرانهم من المجموعة الأخرى. وأشار الباحثون أن هذا الاكتشاف يقدم نظرة ثاقبة إضافية حول سبب تعرض النساء لخطر أكبر من التدهور المعرفي أثناء مرض الزهايمر والاكتئاب، مقارنة بأقرانهم الذكور. وتأتى الوجبات السريعة والبطاطس المقلية والوجبات السريعة، واللحوم المصنعة، على رأس الأطعمة والمشروبات الغنية بالدهون. وكانت دراسات سابقة حذرت من الأغذية عالية الدهون، باعتبارها لا تؤدي إلى زيادة الوزن فقط، بل يمكن أن تحدث دمارًا في الدماغ، وتؤدي إلى ضعف الأداء الإدراكي، وتزيد من احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتزيد فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم.