عقدت نزهة الوفي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الأربعاء بمقر البعثة الدبلوماسية للمغرب بجنيف، لقاء تواصليا مع رؤساء الجمعيات الاجتماعية والثقافية والدينية؛ وذلك على هامش ترؤسها للوفد المغربي المشارك في أشغال المنتدى العالمي للاجئين. وأكدت الوافي، في كلمة لها خلال اللقاء الذي حضره لحسن أزولاي، سفير المغرب بسويسرا، وأعضاء من السلك الدبلوماسي والقنصلي، أن المغرب "عرف أوراشا اقتصادية واجتماعية وسياسية ومكتسبات حقوقية مدسترة خلال العشرين سنة من حكم الملك محمد السادس، كما شهد أمنا واستقرارا في ظل محيط دولي وإقليمي يعرف العديد من المتغيرات الصعبة". وأضافت الوزيرة أن المملكة المغربية عاشت على إيقاع تحولات كبرى، بفضل المبادرات والمشاريع والمخططات التي أطلِقت في كافة المجالات، "إذ كانت الخطب الملكية حينها بمثابة قناة تواصل مباشرة مع المغاربة لتحديد الأولويات والمقاربات، وطرح رؤى وتصورات جلالته لإحداث التغيير المنشود في مختلف المجالات"، وزادت: "إن الإكراهات المطروحة تتطلب فتح نقاش وتفكير جماعي حولها، من خلال انطلاق أشغال اللجنة المكلفة ببلورة مشروع النموذج التنموي، وهو ما يتطلب الانخراط الكامل لمغاربة العالم في تنزيل مخرجات هذا المشروع". كما تطرقت الوزيرة في كلمتها للعناية الملكية بمغاربة العالم، مؤكدة ضرورة استثمار المكاسب المهمة التي جاءت في الوثيقة الدستورية بفعالية ونجاعة، ومشيرة إلى الهندسة الجديدة للوزارة بإلحاق قطاع المغاربة المقيمين بالخارج بوزارة الخارجية؛ "ما سيعطي دفعة قوية من أجل إنجاح الالتقائية والتكامل وتعزيز الحكامة، وتجويد منظومة الخدمات القنصلية لفائدة المغاربة القاطنين بالخارج، وتعبئة كفاءاتهم وخبراتهم خدمة للتطور السوسيو اقتصادي لبلدنا". واستعرضت الوفي أمام أنظار رؤساء جمعيات المجتمع المدني بسويسرا أولويات الوزارة المنتدبة المتمثلة في برامج تهم مأسسة وتعزيز العرض التربوي والثقافي، عبر إجراءات وتدابير مبدعة لتعزيز الروابط الوطنية والتمكن من معالجة مؤسساتية للإشكالات ذات الطابع الاجتماعي والقانوني، وتطوير الخدمات الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج عبر رقمنتها. وفي هذا الإطار، ذكرت الوزيرة بالتحضير لإطلاق الصيغة الجديدة لبوابة (Maghribcom) "مغربْكٌم"، "التي ستمكن من تشبيك الكفاءات، بتنسيق مع القطاعات والمؤسسات الوطنية المعنية، بهدف تعزيز مساهمة هذه الكفاءات في التنمية الوطنية، مع تعزيز المقاربة الجهوية، وكذا العمل على تحيين قاعدة المعطيات المتعلقة بهذه الكفاءات". من جهتهم عبر عدد من المشاركين في اللقاء عن رغبتهم في المساهمة في الأوراش والبرامج التي تعرفها المملكة المغربية، كما تطرقوا لعدد من الإكراهات، لاسيما ضرورة تعريف الأطفال والشباب بالوطن الأم المغرب، وإطلاق حملة ضخمة للتعريف به في الخارج بشراكة مع قطاع السياحة، وعدم توفر الطلبة المغاربة ببعض المدارس على منح التعليم العالي، إلى جانب مشكل غلاء التذاكر جوا وبحرًا. وفي تصريح له بالمناسبة، قال عبد القادر إگنو، رئيس جمعية الصحراء المغربية بسويسرا، إن اللقاء "كان جد بناء"، وإن "الوزارة تريد فعلا العمل مع الجمعيات من أجل تطوير الآليات وتبسيط المساطر في العديد من القضايا التي تهم الجالية".