خصت وكالة المغرب العربي للأنباء تكريما للإعلامي المغربي محمد الصديق معنينو، بمناسبة صدور الجزء السادس والأخير من مذكراته "أيام زمان"، الذي سلط فيه الضوء على الأحداث التي شهدتها الساحة الإعلامية والسياسية إبان المرحلة التي اشتغل فيها في الإذاعة والتلفزيون، وتولى مسؤوليات إدارية في وزارة الإعلام. وأثنت الشهادات، التي ألقيت في حق معنينو، على مساره الحافل والمتميز، سواء حينما اشتغل في الإذاعة والتلفزيون أو بعد التحاقه بوزارة الإعلام، في زمن كان المغرب يمر فيه بظرفية صعبة، وكانت وزارة الإعلام آنذاك تابعة لوزارة الداخلية. محمد عبد الرحمان برادة، المدير العام السابق للشركة العربية الإفريقية للتوزيع والنشر والصحافة "سبريس"، قال، في شهادته، إن محمدا الصديق معنينو "واجه واقعا محفوفا بالمخاطر بشجاعة؛ لأنه كان مؤمنا بقضايا الوطن وهمومه"، مضيفا: "كل عبارات الشكر لا تفي للتعبير عن العرفان بالخدمات التي قدمها الرجل للثقافة والإعلام في المغرب". وتوقف المدير العام السابق ل"سبريس"، في شهادته، عند الجانب الإنساني في شخصية معنينو، قائلا إنه لم يكن يدّخر جهدا للتدخل لحل مشاكل المهنيين العاملين في مجال الصحافة والإعلام، موردا أنه كان يتدخل لمد يد المساعدة لعائلات الصحافيين الذين يوجدون في حالة هشاشة. واستطرد محمد عبد الرحمن برادة أن معنينو كان يقف إلى جانب مهنيين الصحافة، حيث لا يتردد في التدخل لدى السطات حين يكون هناك منع توزيع جريدة معينة، كما أنه كان يستقبل الصحافيين الأجانب ويمدهم بالمعلومات التي يحتاجون إليها. من جهته، قال الصحافي طالع سعود الأطلسي إن محمدا الصديق معنينو، في كل المهام التي تولاها، سواء حين عمل صحافيا في الإذاعة والتلفزيون أو خلال عمله في وزارة الإعلام، "نجح في أن يكون متميزا ومبدعا في تدبيره، ونال احترام مكونات الصحافة والإعلام والسياسة". وأضاف سعود الأطلسي: "محمد الصديق معنينو اتسم بحس المسؤولية العالي، ولا يمارس أي مهام اجتهادا أو استخفافا، بل بدقة متناهية، ويطلع على أدق التفاصيل"، مبرزا أن المحتفى به كان يتميز بالهدوء حتى في اللحظات التي يحتد فيها النقاش مع المهنيين، وببحثه الدائم عن التوافق. محمد الصديق معنينو سرد، في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفاء به، تفاصيل بعض الأحداث التي عاشها، والتي وثقها في الأجزاء الستة لمذكراته، ومن بينها لحظة الانقلابين الأول والثاني على الملك الراحل الحسن الثاني، مطلع سبعينيات القرن الماضي، والمسيرة الخضراء، وغيرها من الأحداث التي بصمت مغرب ما بعد الاستقلال. وفي حديثه عن المسيرة الخضراء، قال معنينو إن الحسن الثاني حضّر لها بسرية تامة، إلى حين الإعلان عنها في خطاب يوم 5 نونبر، لتنطلق المسيرة في اليوم الموالي، وشارك فيها 350 ألف مغربي. وحكى مؤلف "أيام زمان" أن خطاب الحسن الثاني، الذي دعا فيه إلى المسيرة الخضراء، "كان قنبلة كان لها صدى في العالم، وفاجأت الأصدقاء والأعداء"، مشيرا إلى أن هواري بومدين، الرئيس الجزائري آنذاك، حين شاهد الخطاب انتابه غضب شديد وقام يسب الحسن الثاني. معنينو، الذي كان حاضرا في المسيرة الخضراء، قال إن المغاربة المشاركين في هذا الحدث التاريخي كانوا على خط التماسّ مع الإسبان، ولم تكن تفصل بينهم سوى أقل من أربعمائة متر، وكانوا يريدون أن يهجموا عليهم؛ لكن الحسن الثاني أمرهم بعدم الإقدام على هذه الخطوة، ولقيت هذه الدعوة رفض البعض، "وكادت تقوم الفتنة، لكن في النهاية هدأت الأمور"، يروي المتحدث. الإعلامي المغربي محمد الصديق معنينو، المحتفى به من لدن وكالة المغرب العربي للأنباء، دعا إلى تسليط مزيد من الأضواء على المسيرة الخضراء، التي قال إنها لم تحظ بما يكفي من اهتمام، وعلى الحرب التي خاضها الجنود المغاربة في الصحراء، مضيفا: "لقد خضنا حربا دامت خمسة عشر عاما، ربحنا معارك وخسرنا أخرى؛ ولكننا ربحنا في النهاية".