دشّن عدد من مرضى السرطان بالمغرب حملة عبر "فيسبوك" تحت وسم "#مابغيناش_نموتو_بالسرطان"، للمطالبة بتمكينهم من العلاج المجاني، مستنكرين الإهمال الذي يعانون منه في المستشفيات العمومية. وتفاعل عدد من النشطاء والفاعلين في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مع الحملة، وطالبوا بتشكيل جبهة قوية تقوم بالترافع لدى مؤسسات الدولة المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة، من أجل تقديم الرعاية الجيدة المستحقة لمرضى السرطان. ومن جانبهم، أذاع بعض مرضى السرطان أشرطة فيديو مؤثرة، من بينهم الشابة رجاء التّي طالبت بتمكينها من العلاج المجاني، وقالت في فيديو بثته على صفحتها ب"فيسبوك": "أحتاج إلى إجراء فحص بالأشعة (سكانير)، لكنّهم منحوني موعدا إلى غاية 2021، والمرض ينخر جسدي". من جهتها، سردت نهاد، ابنة مدينة آسفي، معاناتها مع المرض، ومع الإهمال الذي تعرضت له في مستشفى مدينتها، ما تسبب في زيادة الخطورة على صحتها وحياتها. وقالت نهاد إنّها اضطرت إلى السفر إلى مدينة مراكش للتطبيب في مستشفى محمد السادس، غير أنّها وجدته مكتظا بالمرضى. وختمت قائلة: "فْهادْ البلاد، إذا مرضت ولم يكن لديك مال، فاشتري كفنك ونم بجانبه في انتظار الموت". نهاد انتقدت أيضا الحملات الإعلامية التي تبثها وزارة الصحة لمرضى السرطان، وقالت إنّها "مجرد شعارات وحملات إعلامية لا تفيد المريض بشيء، ولا تعكس الحالة المريرة التي يعانيها المرضى في المستشفيات العمومية". "آسية"، شابة مغربية اختارت أن تروي قصتها ومعاناتها مع المرض الخبيث في المستشفيات العمومية، وقالت في شريط فيديو مطول: "بالرغم من توفر التأمين الصحي أو بطاقة الراميد يبقى هذا المرض مكلفا لدرجة كبيرة"، مضيفة: "يذهب المريض (إلى المستشفيات المغربية) ويطالبونه بإجراء فحص بالأشعة، وبحجة عدم توفره يضطر المريض إلى القيام به في مستشفى خاص بتكلفة باهظة تبدأ من 2000 درهم إلى ما فوق وقد تصل إلى 6000 درهم". وتابعت: "نفقد مرضى السرطان تدريجيا يوما بعد يوم بسبب الإهمال الطبي وعدم توفر الأدوية وأجهزة الكشف، مؤكدة أنّ "غالبية المرضى معوزون ولا يمكنهم تلقي العلاج في المستشفيات الخاصة ودفع التكلفة الباهظة"، كما دعت المواطنين المغاربة إلى التبرع والمساهمة في علاج مرضى السرطان في المغرب. ويبلغ عدد مرضى السرطان المتكفل بهم في المغرب 200 ألف. ويعرف عدد الإصابات بهذا الداء في المغرب تناميا مضطردا، حيث يتم تسجيل 40 ألف إصابة كل سنة، وفق آخر إحصائيات كشفت عنها وزارة الصحة المغربية. وبحسب الأرقام الرسمية، فإن النساء يتصدرن عدد المصابين بالسرطان في المغرب، حيث يأتي سرطان الثدي على رأس قائمة السرطانات بنسبة تصل إلى 36 في المائة، ويأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الثانية بنسبة 11.2 في المائة، في حين يحل سرطان الغدة الدرقية في المرتبة الثالثة ب8.6 بالمائة، وسرطان القولون والمستقيم رابعاً ب5.9 في المائة.