اللهم اسقنا حبا للوطن: نحن لا نخجل أن نبتهل ،طلبا للمطر،في وطن يستحم منذ الأزل؟ من رأسه إلى قدميه؛ لا ينهمر غير الماء. تسقي السماء. لا نخاف أن تغضب منا البحار وترحل. في جغرافية تشكلت قلبا كبيرا؛لا زلنا نفتقر إلى حب الوطن. دستور لحب الوطن: ينكتب هنا حيث كان :حين تعاقبت كل الممالك. وكل الأديان. يوقع عاشق قديم للوطن نقشا على الحجر: خيول جامحة ،غزلان ؛أبقار وحشية ،وحتى القمر. يتحدث أعذب اللغات. يعزف ،منذ الأزل، أرقى الألحان ؛وينظم أرق الأشعار. يمضي كل شيء ،ويبقى الوطن . في ذاكرته كل من أحب الوطن. ************************** أولاد حكومتنا: لم أسمع من قبل مغربيا ينسب الحكومة إلى نفسه ؛للحاجز النفسي المعروف ؛الذي شيدته الممارسات المخزنية؛كما شيدت أسوار فاس ومكناس ومراكش.... ؛وكل القلاع.... وقد حصل الآن، وأصبحت حكومة الخضار ،يستفسرني عنها دائما ؛وحكومة بائع السمك؛وهو يخوض في موضوع الاضراب عن طعام البحر ،الذي ينفذه الاتحاد الأوروبي ضدنا. يرد البائع على شماتة ساخرة من زبونه؛وهو يتوعده بنزول ثمن "الميرلة" إلى عشرين درهما: راك ما عارف والو راهم إخوتنا كا يبيعوها في لبحر.اللهم يلا دارت الحكومة ديالنا شي حاجة. أما الحديث عن سيارات "الأودي" التي زهد فيها أهل العفة من الوزراء ،فيكاد لا ينتهي في طاولة مقهى، حتى يلتهب في أخرى ؛كحرائق الصيف في طنجة. لأول مرة يكتشف المواطنون أن لهم سيارات يملكونها للوزراء ؛يدفعون ثمنها مع الماء والكهرباء ،وكل ضرائب القيمة المضافة ... يقول محلل شعبي: ولا شيء اليوم غير التحليل الشعبي: اللهم ضربة الثيران ولا ضربة بن كيران. ويشرح – حين تستفسره- أن الرجل أتى على الأخضر واليابس في البروتوكولات الوزارية ،التي ظلت محنطة ك"توت عنخ آمون". وبعد أن يسرد القنيطريون على مسامعك غزوات وليدات القنيطرة الوزراء ؛بل ويمكنونك حتى من أرقام هواتفهم الشخصية، إن شئت ؛يتندرون على وليدات فاس: "ما عرفو باش اتبلاو" الواحد منهم كاد يشتت شمل حزب، من أجل العائلة و الأصهار، ليكتشف أن بن كيران يقول لهم: ليس منا إلا من هاجر للعمل ...لا ثروة بعد اليوم..اذهبوا،ان شئتم، فأنتم الطلقاء. وبماذا ستفاخر – يا بن كيران- للا الحاجة بنت قاع فاس؛ وهي ترى صورة ثلاثة وزراء يقتعدون الرصيف؟ ويلي: وللي قاعو رطب؟ ما بقى شان ما بقى برشان. ولا تنتهي الحكايا ؛وهي تصب كلها في رصيد" حكومتنا"؛ وهنا مصدر القوة ؛ومن هنا بطاريات العمل الذي لن يتوقف ؛إذ ليس من مصلحة أحد أن يفرط في هذا الربيع الحقيقي. إلا من حرم حب الوطن. إن أولاد حارتنا مكنت صاحبها من جائزة نوبل ؛أما أولاد حكومتنا فلا ينتظرون منا سوى: *إحياء علوم الوطن ،المؤسسة على الحب ؛كما فعل كل الأبطال الذين مروا من كل الوطن ؛وليس بمنزل مكوار فقط. كثير من الأبطال لا يعرفهم تاريخنا الرسمي ؛ولا يعترف لهم حتى القانون بصفة مقاوم. * احياء ثقافة الواجب – ويتضمن حق الآخر- حتى يعمل كل واحد في ما وليه : - حينما تضيق هامش الربح فأنت تساعد أولاد حكومتنا. - حينما تفاخر،كما يفعل الفرنسيون،بأدائك للضرائب فأنت من أولاد حكومتنا. - حينما تبادر إلى عملك ،في وقته، فأنت تضبط ساعتك على ساعة أولاد حكومتنا. - حينما تفرج كربة عن أخيك أو جارك فأنت من حكومتنا. - حينما تمسك بتلابيب مرتشي وتصرخ:وارميداه ؛فأنت قاض في حكومتنا. - حينما تؤدي واجب السانديك ،في عمارتك،فأنت مع ثقافتنا. - حينما تخجل من إلقاء الطعام في المزابل فأنت حاتمنا. -حينما لا تبخل على الفقراء من تلامذتك بساعات الدعم المجانية فأنت تدعم حكومتنا. - حينما تطبق قانون السير ،حتى على الأمير،فأنت من شرطة حكومتنا. - حينما تحضر ،حيث يحضر النشل ،والسكاكين،فأنت من أمن حكومتنا. - حينما تعتبر كل تاجر مخدرات وكأنه في بيتك ،يبيع لأبنائك ،فأنت مع يقظة حكومتنا. - حينما تنظر الى المرض ،وليس الى جيب المريض؛فأنت من أصحاء حكومتنا. - حينما لا تبخل بفكرك ،ونصحك-ولو في جوارك فقط-فأنت حكيم حكومتنا. من أين تهب الرياح العاتية: من الفكر العدمي ؛الذي يرقى قمة الجبل:ويقول لك ما أطولني ،وما أقصر الجبل. من السياسي الذي لا يمتشق سيف المطالبة، إلا ليضرب يدا لم تمتد إليه بعطاء. من المواطن الذي يعتقد في قرارة نفسه أن شهداء الوطن أغبياء. من الثري الذي لا يتحدث غير قاموس المال، حتى يصير أغنى رجل في قبر. من الوزير الذي لا يرى في الوزارة ثوبا عموميا، يمكن أن يطالب به أصحابه في كل حين. من معارضة نسيت أنها كانت في قلب كبير وخرجت؛لم تفهم ،بعد،لم كانت فيه ؛ولم خرجت؟ رحم الله تولستوي اذ شبه حال الناس بحال رجل قيل له :لك كل الأراضي التي تقطعها جريا من الفجر الى لحظة غروب الشمس. جرى وجرى ،كما لم يجر حتى الشنفرى،ولما أدركه الغروب سقط ميتا. هكذا الحياة،هكذا كل الناس ، وهكذا السياسة ؛ ولا يبقى غير أن نحب الوطن. [email protected]