أحد أبرز مناضلي ضحايا شركة النجاة والذي كان ينتظر من الحكومة الجديدة أن تنصفه وتنقذه من براثين الفقر ومخالب البطالة وهواجس الضياع، شاب في مقتبل العمر، جمال التقي من مواليد سنة 1972 الحاصل على شهادة الميتريز في العلوم التخصصية، شعبة الميكانيك 21 يوليوز 2000، يعرفه الجميع بأخلاقه النبيلة ومعاملاته الطيبة، من من سكان "حي لبيطا ظهر الخميس" لا يعرف جمال؟ المتوازن المؤدب، الذي يحمل هم أسرته، صابر على مأساته، يبحث عن العمل ليل نهار.. محمد التقي أخ لجمال حاصل على الاجازة في الاقتصاد منذ عشر سنوات تقريبا أب لخمسة أطفال بائع متجول يئس من وعود الحكومات فاشترى عربة صغيرة ليضمن قوت أسرته. في يوم الإثنين العاشر من شهر مارس الجاري بمناسبة السنة الهجرية الجديدة تذكرت الحكومة بيت السيد منصور التقي الشيخ المسن العاطل منذ سنة 1955 وأرسلت لمكافأته هو وأولاده قافلة من رجال الأمن لمداهمة بيتهم قبل آذان الفجر، فأخرج جمال ومحمد بهراوات الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون من بيتهم بلباس النوم في البرد القارس وهم لا يدرون ما الأمر؟ وما مصيرهم ولا إلى أين يذهبون؟ احتجوا وصرخوا ونددوا ولكن بدون فائدة ولا من يسمع ولا من يفهم.هل هذا هو جزاء مثل هؤلاء الشباب الذي ينتظر وينتظر؟ ... ثم تسأل الحكومة وتناقش الارهاب وتصدر قانون مكافحة الارهاب وهي تخلق أجواء الرعب واليأس والارهاب . فأين العقل والحكمة والروية ؟ إنهم أبناء المغرب الذين يحملون همه كما تحملون أنتم كذلك أو أكثر. نسمع مثل هذه الأحداث والأخبار عن أحوال المقاومة الفلسطينية وما يفعله جنود الإحتلال الصهيوني الغادر بشباب الإنتفاضة وأطفال الحجارة، فنقول لا غرابة من قوم لا عهد لهم ، قوم الغدر والخيانة والتسلط والجبروت. لكن ما ذا عن قومنا؟ والله لا أستطيع أن أقول إلا أني أحب رجال الأمن لدرجة لا يعلمها إلا الله . إنهم رجال بلدي الذين يصهرون على حمايتنا وأمننا وهم يعانون أكثر منا أو مثلنا من أوضاع مادية ومعنوية مزرية. وكم سعدت حينما سمعت من السيد الوزير الأول في التصريح الحكومي أنه ستكون زيادة في أجور رجال الأمن . وتمنيت أن تكون هذه الزيادة فعلية وذات قيمة. لأنهم فعلا يعانون وهم في أمس الحاجة لنظرة جذرية وواقعية لأحوالهم المادية. لكن اليوم أتساءل هل كان الوعد بالزيادة من اجل تحفيزهم على القيام بواجبهم الأمني ، أم بالهجوم على البيوت ليلا من أجل إرهاب وإرعاب وفتن أصحابها وتكسير الأبواب عليهم. هو بهذه الطريقة تعالج اللأمور.هل بهذه الكيفية تعالج فاتورة الماء والكهرباء ولقمة العيش والكراء ومشاكل الحياة الدنيا بكل أنواع وألوان الهموم المادية والاجتماعية التي ينتظر من حكومتنا أن تجد لها الحلول الجدرية والمناسبة، وتقف بجانب أبناء الوطن الذين ضغط عليهم الفقر والجهل وأحاطت بهم المشاكل من كل جانب. فالرحمة الرحمة يا حكومتنا. يقول الله عز وجل في محكم كتابه : < إن الذين فتنوا المومنين والمومنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق > . نسأل الله أن يقي أبناء المغرب ملكا وحكومة وشعبا كل سوء. هذا ما حدث لبيت السيد منصور التقي بحي لبيطا بلوك 1 زنقة 15 رقم 1 . هل هي رسالة إلى شبا ب هذه الأمة العاطل المتدمر الصابر على حافة الإنهيار لدفعه إلى السكوت عن المطالبة بحقه في الشغل والمطالبة بحقوقه المهضومة بالطرق السلمية والحضارية؟ أم لدفعه إلى أخذ حقوقه بطرق إجرامية اصبح صداها في مدينة فاس يعرفه الخاص والعام. فلا حديث إلا عن السرقة والعصابات الإجرامية بالليل والنهار وأمام أعين الناس. كنا ننتظر من حكومة السيد ادريس جطو أن توجه أبناءنا من رجال الأمن بهراواتهم إلى حي لبيطا للقضاء على أباطرة الدعارة ومروجي الخمور والمخدرات الذين أصبح لهم توجه جديد في حي لبيطا والأحياء المجاورة له.وهذا التوجه الجديد يكمن في تكوين عصابات للتصدي لكل من يقف ضدهم وضد مصالحهم. وقد حدث هذا مرارا في الأيام الأخيرة حيث تمت مهاجمة مجموعة من الأفراد بالسلاح الأبيض وتم تهديدهم وتهديد بعضهم عند خروجه من المسجد بعد الصلاة مباشرة. فهل انقلبت الوظيفة الحقيقية لرجال الأمن في بلدنا ؟ فوالله لا نرضا هذا لنا ولا لأبنائنا ولا لبلدنا. نرجو من حكومة السيد ادريس جطو المعروف بتواضعه وتوازنه وجديته أن تعالج قضايا الأمة وشبابها بكامل الحكمة والتبصر والعقلانية ولتكن مع رجال الأمن لا ضدهم ولتكن مع شباب هذه الأمة الصابر لا ضده. المراسل : محمد نجيب فني