ينتظر الجميع هذه السنة تخرج الفوج الأول من التلاميذ الحاصلين على الباكالوريا في التخصصات الجديدة, التي نجد منها في شعبة العلوم التخصص في الفيزياء,علوم الحياة و الأرض, الرياضيات فئة أ أو فئة ب, في حين نجد لدى الأدبيين تخصص الآداب و تخصص العلوم الإنسانية. هذه الكثرة و التشعب في التخصصات يرتبط لدى التلاميذ بصورة غامضة و هواجس "مخيفة", فهم يتساءلون عن التوجيه المفتوح أمامهم في التعليم العالي ؟ هل التخصص في مادة معينة يعني بالضرورة إجبار التلميذ على متابعة تعليمه العالي في نفس التخصص؟ هذه الهواجس التي تقل حدتها لدى الأدبيين مقارنة مع العلميين , اد أن التخصصين المتاحين للأدبيين يبقيان مفتوحين اد نجد في الآداب اللغات بكثرتها كما نجد في تخصص العلوم الإنسانية بعد الباكالوريا الفلسفة و علم الاجتماع و القانون و التاريخ و غيرها من الفروع. "" وفيما يخص أهم فرق مسجل بين الباكالوريا القديمة و الباكلوريا الجديدة هو "جودة" المقرر الجديد نسبيا مقارنة مع القديم في الشكل و في المحتوى , ومن جهة أخرى يمكن أن نحسب للقديم تعادلا في عدد التلاميذ الموزعين على الأقسام , في حين يتجه التلاميذ في النظام الجديد إلى اختيار" أسهل" التخصصات و مغادرتهم لتخصصات معينة فالادبيون تتجه أغلبيتهم إلى العلوم الإنسانية "هاربين من تخصص الآداب لاعتماده على معاملات كبيرة في اللغات الأجنبية التي تعتبر صعبة لدى المتمدرسين في القطاع العام و نفس الشيء لدى العلميين الدين يتجهون نحو علوم الحياة و الأرض و الفيزياء في مقابل تفادي الرياضيات و هو ما بخل بالتعادل في عدد التلاميذ في كل قسم. نسجل كذلك لدى التلاميذ يأسا "حادا" في السنة الأخيرة و بشهادة العديد من الاساتذة , كنتيجة لمرورهم من السنة الأولى إلى السنة الثانية (الأخيرة) باحتساب معدل المراقبة المستمرة و ليس على أساس معدل الامتحان الجهوي الموحد, هذا الأخير الذي يحصلون فيه على معدلات ضعيفة مع انه يشكل الربع من نقطة الباكلوريا و يعتبر العتبة الأساسية للحصول على الباكالوريا بميزة متقدمة, إلا أن المواد التي يجرى فيها الامتحان تحول دون دلك مادام العلميون يجرون هذا الامتحان في المواد الأدبية و يجريه الأدبيين في المواد العلمية, لهذا فليس من الغريب أن يعتبره هؤلاء "مؤامرة" تمنعهم من الحصول على الباكلوريا ماداموا ينتقلون من السنة الأولى إلى الثانية حتى و لو كانت نقطة الامتحان الجهوي دون المستوى. وتجدر الإشارة إلى أن التلاميذ يسجلون ضعف التوجيه التربوي و ندرته في مؤسسات معينة و هو ما يمكن أن نفسر به فشل وتعثر مسيرة الكثير من التلاميذ و يمكن أن نفسر به أيضا هذه الهواجس التي تحدثنا عليها في هذه الورقة. -*منشور بجريدة بيان اليوم 27 ماي 2008 مدونة تلميد متمرد http://assays.c.la