ربما تجدين المسالة غريبة لكنها قابلة للإعراب في قاموس الصحراء الحرة والصحراويون المتحررون من كل قيد كما في مجلد تاريخهم المطوطم في فضاء الترحال كوتنية وطنية في قدسية الوعي الموحد المشكل منه الكيان الحساني . إنها الكرامة الوجودية والغيرة الوجدانية هي التي جعلتني ابعث لك هذه الكلمات عبر حبات رمال صحرائنا وقد تحملها لك زوبعة الغضب التي بها انتفضت رمال وادنون المعنوية حينما استمعت إلى شقيقك الذي ربما قيدته أدبيات تاريخ الأجداد والوارثين عنه مناصب مخزنية مغربية مشرفة لهم ... ولو أني تمنيته متضامنا مع الصادقي الوطنية أكثر من الخنوع لدبلوماسية مغربية فاشلة. وفي هذا السياق صدقيني أختي على أن هذه الدبلوماسية لا تمثلنا نحن الصحراويون الصامدون وان يتحدثون باسم الملك في تقمصهم الإخلاص الذي ليس سوى استرزاق لأنه لو كان فيه من الشرف لكانوا من باب الكرامة قدموا استقالتهم. أختي حيدر أخوتنا أردتها في سياق النضال لأجل تحرير الصحراء من برزخيتها في المغرب الكبير لأجل شعوب به طيبة واردتها لأجل عزة الانتماء إلى هوية نحن نعلم عنها شايا وهولا (طربا) وكيفانا (قوافي) ومواقفا موروثة جينات منذ زمن الترحال. أخوتي هي لك من باب العنف ضد إهانة صحراوية اعترف لها العالم باسم كبير يناسبك والذي هو "غاندي الصحراء". أختي الصبورة التي تضحي بحياتها وروحها -لا حق لقتلها سوى بالحق- إني ارفض تماوتك لأن استمراريتك هي أفضل وطأة حقوقية على ضمير منعدمي الضمير الذين احتالوا على ملكهم في التمظهر النسبي والمعرفي ليتسلطوا على مناصب ليست لهم بها كفاية ولا قدرة. قد أخالفك الرأي في الأسلوب ولكني احترم خياراتك فقط أني لم استشر. فأما عن كل هؤلاء الدبلوماسيين الذين هزمتيهم فلقد سبق لي أن تحديتهم قبلك من داخل وادنون بما يليق من أدب الصحراويين الأحرار بما فيهم ايخليهنا ولد الرشيد وصديق الملك السيد الهمة... ولعلها فرصة أخرى لأقول للسيد ياسين المنصوري " رغم أن مخابرتكم متنوعة لكنها أفقدتكم الحقيقة. ولعل المؤسف هو أن علميتكم تنقصها سلامة المعطيات أي أنكم في غير علمية المعرفة الصحراوية. فأما الحقيقة لقد راحت مع الكولونيل فضالي (رحمه الله) لكنها لم تضع كلية لأنها عندي هنا بكلميم كما أنها توجد قرب الملك محمد السادس دون علمكم وعلمه ..." وفي هذا اقول له " أقول هذا لك أختي لأؤكد لك على أننا نحن جميعا صامدون في وجه الظلم وفي وجه التعنت المخزني من تركة البصري وقد عانينا الكثير سجونا ومستشفيات وتقهقرا في الدرجات... لكننا لم نفعل ذلك لأجل مقابل مادي مصلحي نرجسي. لقد آمنا بقضية أكبر من المتاجرة وأكبر من الحقوقية إنها قضية وجود تمتد منذ أزلية النشأة في "فعل" يعود لقرار الهي. فالصحراء ليست تصحرا ولكنها حياة الأرض بشكل آخر تليق بمخلوقات عدة لا يمكنها أن تعيش سوى بها كما هي الإبل وأنت وأنا وإخواننا... لذلك اعلمي أختي على أن أمانتها هنا عندي بمدينة كلميم والكل التكني والسياسي والجمعوي بكلميم يعلمها بل حتى الصحراوي البوليزارياوي الفاعل لأني أشهرتها عبر الجزيرة وعبر الجرائد المغربية والدولية بالعربية والفرنسية - ولمعلوماتك هناك عدد هام من منظري الجبهة يعلمون عن هذه الحقيقة. - وطبعا يعلمها كبار المغاربة الذين يحجبونها عن الملك محمد السادس وعن الشعب المغربي علما أنهم فيهم من يدعي صداقته ومنهم من يدعي إخلاصه ومنهم من يدعي حبه له...ولي اليقين أن الشعب المغربي على ما علمته عنه منذ الغيوان ومن يشبههم من ملتزمين لن يقبل منهم عذرا للأسف أنه معبئ عاطفيا و خطأ. أختي الطيبة البوليزارياوية لا يحرجني انتمائك بل العكس انه شرف لي طالما الانتماء هو من باب الإيمان الصادق بالقضية الصحراوية فقط لأنه هكذا(بإيمان صادق) بالتأكيد سيكون لها حل. فأنا لن أقول لك ما قاله شقيقك ولا عمك عبر قنوات شبه مغربية - تؤكد على أن الصحراء لا يراد لها أن تكون مغربية سوى كمجال بدون أناسه أي للاستغلال- ولن أتنكر لك بل احتقر نفسي أمامك كوني أجد نفسي عاجز عن فعل شيء قائلا لك أتمنى أن أتواصل مع ملك المغرب لأني قادر على إقناعه وكل العالم على أن تعودي إلى صحرائك ومعك كل التيندوفيين مكرمين معززين بكل الرمزية البوليزارياوية دون المس بكرامة ولا سيادة احد. وكدليل إن مراسلة لي في هذا الشأن هي بمكتب الأمين العام للأمم المتحدة. فلا تبخلي علي غضبا ولكن جودي علي بصلواتك دعاء لأني أنا أيضا أفكر فيك والآخرين في صلاتي ومعكم في ذلك فلسطين والعالم الإسلامي. [email protected] mailto:[email protected]