كان المخرج بيرترون تافيرنيي، على موعد مساء الأحد، مع وقفة جماعية لجمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، رافقتها تصفيقات حارّة بمناسبة تكريمه، خلال فعاليّات الدورة الثّامنة عشرة من المهرجان، التي يستقبلها قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء. وتسلَّمَ بيرترون تافيرنيي، درع تكريم مهرجان مراكش، من الممثِّلِ الأمريكي المرموق هارفي كيتل، الذي سبق أن شارك معه في إنتاجاته السينمائية. وتذكّر المخرج الفرنسي مسقط رأسه ليون، التي اخترع فيها الأخوان لوميير الصّورة بالألوان، وجهاز "السينما توغراف" الذي استطاعا بعدما درّبا أناسا وأرسلاهُمَا إلى مدن مثل إسطنبول وموسكو أن "يأخذا العالَم للعالَم". وشارك بيرترون تافيرنيي تكريمَه مع الكتّاب والسينمائيين والمخرجين المغاربة، مضيفا أنّ مهرجان مرّاكش فتح نوافذ على العالَم، ويعطي فرصة للسينمائيين للحديث عن قصصهم وثقافتهم، خاصّا بالشّكر الملك محمّدا السّادس، والأمير رشيد، والمؤسّسة التي تدعم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وشكر السينمائي الفرنسي، ميليتا توسكان، مستشارة الأمير رشيد، وعبرها شكر الراحل دانييل توسكان الذي وصفه بسفير السينما الفرنسية، كما استحضر اسم المخرج الأمريكي روبير ريدفورد الذي سيكرّمه المهرجان، مشيدا بموهبته الكبيرة، وقناعاته الديمقراطية والتزامه الإنساني. وبعد حديثه في مطلع كلمته عن اللحظة التي يصلها الإنسان في حياته، ويكون فيها التّكريم "تحية دافئة، ومساعدة"، وصف السينما بقوله إنّها "تدفئنا، وتنورنا، وهي سلاح بناء الشامل"، ثم استشهد ب"الإيرلندي" آخر أفلام مارتن سكورسيسي، وماقالته فيه الشّخصية التي شخَّصها الممثّل روبرت دينيرو: "لا أعرف إن كنت أستحقّ هذا التكريم، لكن لا أعرف أيضا إن كنت أستحق التهاب المفاصل". بدوره قال هارفي كيتل، الممثّل الأمريكي المرموق، إنّ لموسيقى السينما قدرتها الشِّفائية الخاصّة، وعبّر عن "حظّه بأن يكون في المغرب مرّة أخرى"، ثم أشاد باختيار الملك محمد السّادس والأمير رشيد الوصول إلى صانعي السينما عبر العالَم. وفي كلمته التي سبقت تسليمَه درع المهرجان التّكريمي للمخرج الفرنسي بيرترون تافيرنيي، تحدّث المخرج الفرنسي عن الموجة الفرنسية الجديد، والشّغف الذي شهده في تجربة عمله معه. تجدر الإشارة إلى أنّ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، سيكرّم مبدعين سينمائيين آخرين في دورته الثامنة عشرة، التي تمتدّ بين اليوم التّاسع والعشرين من شهر نونبر الماضي، واليوم السّابع من شهر دجنبر الجاري، هم: المنتجة الهندية بريانكا شوبرا جوناس، والممثّلة المغربية منى فتو، والممثّل والمخرج الأمريكي روبير ريدفورد.