حطت قافلة "100 يوم 100 مدينة" رحالها، السبت، بمدينة شفشاون، في ثاني لقاء تواصلي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة طنجةتطوانالحسيمة، بعد القصر الكبير، في إطار برنامج وطني أطلقه بداية الشهر الجاري للإنصات إلى مشاكل عدد من سكان المدن المغربية الصغرى والمتوسطة، والنواقص التي تعانيها هذه المدن، في أفق بلورة خلاصات القافلة الوطنية ضمن برنامج عمل متكامل يسعى الحزب إلى أجرأته في إطار مقاربة تشاركية، حسب تصور أعضاء الحزب. وقال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للحزب ومنسقه الجهوي، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس، إن "لقاء اليوم يندرج في إطار البرنامج السنوي الذي وضعه الحزب خلال الفترة الحالية، وهو يحمل مقاربة جديدة تسعى إلى الإنصات إلى مختلف الفاعلين والمواطنين بعدد من المدن"، مشيرا إلى أن الغاية هي الوقوف على المشاكل التي يعيشها المواطن، والاستماع إلى مقترحاته وملامسة أولوياته. وتابع الطالبي العلمي قائلا: "يحضر في لقاء اليوم حوالي450 مشاركا يمثلون مختلف الفعاليات وكل الفئات العمرية، ولديهم هدف واحد هو التطلع إلى تحسين مستوى عيشهم، لذلك يحضرون اليوم لطرح مقترحاتهم بشأن الإكراهات التي تعرفها مدينتهم"، مؤكدا أن حزبه "سيقوم ببلورتها ضمن الاستراتيجية التي سيتبناها ليتمكن من الدفاع عنها على مستوى كل مدينة على حدة". وأكد الطالبي العلمي، في كلمة ألقاها في افتتاحية اللقاء، موجها حديثه إلى المشاركين الذين توزعوا على 45 ورشة عمل، على ضرورة التعبير عن كافة الإشكالات والإكراهات التي تعرفها مدينة شفشاون، وعرض المقترحات والأولويات، واعدا بعرض حصيلة البرنامج، بعد إكمال جميع محطاته، على حزبه ليتبناها ويدافع عنها، "فجميع التوصيات ستبلور مشروعا مجتمعيا حقيقيا، سيكون نابعا من المغاربة وموضوعا لأجلهم"، يقول الطالبي العلمي. ولم يفوت القيادي بحزب "الحمامة" الفرصة للرد على بعض منتقدي قافلة حزبه، التي انطلقت بداية نونبر من مدينة دمنات تحت شعار "100 يوم 100 مدينة"، بالقول: "نريد منكم في هذه الورشات أن تنقلوا إلينا معاناتكم، أولوياتكم ومقترحاتكم، فقدومكم إلينا اليوم يعكس رغبتكم في التعبير عن مشاكلكم، ولم تأت بكم موائد الطعام". ودعا في الصدد إلى احترام ذكاء المغاربة، مشيرا إلى أن ملامسة هموم المواطنين والتواصل المباشر معهم هو الدافع وراء برنامج القافلة. من جهته، أوضح عمر مورو، عضو المكتب السياسي للحزب، أن هذا اللقاء ينعقد في إطار برنامج انبثقت فكرته عقب دراسة أنجزها الحزب، "وهو يسعى لاكتمال عناصر هذه الدراسة، عبر جمع معطيات ستساعد في وضع تصور عام حول رهانات كل مدينة على حدة، وآليات الاشتغال عليها"، مبرزا أن ذلك "سيؤسس لبرنامج متكامل مستقبلا، سيكون ملزما لمرشحي الحزب للاشتغال على آليات تنزيله على أرض الواقع". وزاد مورو قائلا: "هذه القافلة تأتي تكملة لمبادرات أخرى تم إطلاقها، أبرزها الجولات الجهوية التي استمعنا خلالها إلى مناضلينا بمختلف الجهات، في إطار الدينامية التي يشهدها الحزب، وعلى أساس الخلاصات والتقارير سنعد برنامجا متكاملا". وأكد مورو أن التجمع يراهن على كفاءاته وأطره، وعلى عملية الاستقطابات، "ونحن نطمح من هذه الاجتهادات إلى ملامسة هموم المواطنين والعمل على أجرأتها على أرض الواقع، عبر مقاربة الإنصات إلى كافة الشرائح الاجتماعية، باعتبارها الأكثر دراية بمشاكل مدنها"، يضيف عضو المكتب السياسي للتجمع.