عادت الحياة إلى شوارع العاصمة الكولومبية بوغوتا، اليوم السبت، بعد انتهاء أول حظر للتجوال تشهده البلاد منذ عقود، وذلك على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة، حسب ما ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ. وكان مكتب عمدة بوغوتا قد دعا إلى فرض حظر التجول، من الساعة 9 مساءً حتى الساعة 6 صباحًا بالتوقيت المحلي لكولومبيا، عندما اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن، أمس الجمعة، وذلك بعد يوم من الإضراب الشامل الذي عم كافة أرجاء البلاد. وأشارت تقارير إلى مقتل ثلاثة من ضباط الشرطة جراء انفجار قنبلة في جنوب غرب كولومبيا؛ ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها. وقد تحدى الكثير من السكان حظر التجوال في بوغوتا، وقاموا بطرق الأواني والأوعية المعدنية احتجاجًا على هذا الأمر، في حين احتفظت الشرطة بحضور مكثف في الشوارع. وفي وقت لاحق من مساء أمس الجمعة ظهرت شائعات تشير إلى أن اللصوص كانوا يهاجمون المنازل في المناطق الأكثر ثراءً، ما دفع أهالي هذه المناطق إلى تشكيل مجموعات لحماية ممتلكاتهم. وردا على الأحداث قال الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، في خطاب متلفز :" "لقد تحدث الكولومبيون والحكومة تستمع"، داعيا إلى "حوار مجتمعي أعمق". وقد ركز الرئيس الكولومبي خطابه على إدانة أعمال التخريب والنهب التي وقعت خلال الاحتجاجات. وفي وقت سابق، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود المتجمعة خارج مقر البرلمان لليوم الثاني على التوالي، حيث دعا منظمو الاحتجاجات السكان إلى مواصلة الضغط على الحكومة التي لا تحظى بشعبية. ويسعى منظمو الاحتجاجات إلى مواصلة الضغط على الرئيس دوكي، في حين سعت الحكومة إلى قمع الاحتجاجات. وخرجت تظاهرات حاشدة في كولومبيا، يومي الخميس والجمعة، احتجاجا على مجموعة من القضايا، بما في ذلك سياسات الحكومة في مجال التعليم والتوظيف وانتشار الفساد، فضلا عن الفشل في حل لغز عمليات اغتيال القادة المجتمعيون. وأعلنت النقابات في كولومبيا إنها ستنظم مظاهرة وطنية أخرى يوم الاثنين المقبل، بينما تم القبض على نحو 150 شخصًا في جميع أنحاء البلاد يوم أمس الجمعة، بعد اعتقال 98 آخرين أول أمس الخميس، بينما نقل مئات آخرين إلى مراكز الشرطة للتحقق من هويتهم.