رفضت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي التجاوب مع ترخيص استثنائي أصدره رئيس الحكومة، يقضي برفع سن التوظيف في "مباريات التعاقد" إلى 50 سنة، عقب صدور المراسلة قبل يوم واحد فقط من انتهاء فترة تلقي الترشيحات. وكان العثماني وجّه، أول أمس الثلاثاء، مراسلة إلى سعيد أمزازي يدعوه فيها إلى" فتح مباريات توظيف الأساتذة أطر الأكاديميات في وجه فئة من المترشحين وعدم حرمان عدد مهم منهم من اجتيازها". ووجد عدد من المترشحين، الذين تجاوزت أعمارهم 45 سنة، أنفسهم في مأزق بعدما رفضت المديريات الإقليمية التابعة لوزارة التربية الوطنية تسلم ملفات ترشيحهم بسبب عدم تلقيها أي ترخيص استثنائي من قبل الوزير الوصي على القطاع. هسبريس سألت مصدرا مسؤولا بوزارة التربية الوطنية حول الجدل القائم بخصوص "مرسوم العثماني"، وقد أكد أن "الوزير أمزازي يوجد في مهمة رسمية، في إطار مشاركة المغرب في أشغال الدورة الأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، بالعاصمة الفرنسية". وأضاف المصدر ذاته أن "مآل الترخيص الاستثنائي معلق بيد الوزير أمزازي، خصوصا أن آخر أجل لإيداع ملفات الترشيحات بالمديريات الإقليمية للتعليم هو اليوم الخميس 14 نونبر على الساعة الرابعة والنصف". ويبدو أن وزير التربية الوطنية يرفض الطريقة التي دبّر بها رئيس الحكومة مسألة رفع سن التوظيف في مباريات "التعاقد" في آخر لحظة ككل سنة، خصوصا أن العثماني لم يستشر أمزازي قبل تغيير شرط السن المحدد سلفا. وفي حالة عدم تدارك وزارة التربية الوطنية الأمر خلال الساعات القليلة الماضية قبل انتهاء أجل إيداع ملفات الترشيح، يبقى مرسوم العثماني معلقا ويضع مصداقية هذه المباريات على المحك. وعلمت هسبريس، من مصادر مقربة من العثماني، أن الأخير غاضب من تجاهل أمزازي لمراسلته؛ وهو ما عبّر عليه عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية والعاملين بديوان رئيس الحكومة، الذين سارعوا إلى نشر المراسلة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في خطوة تهدف إلى رمي الكرة في ملعب أمزازي. جدير بالذكر أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، سبق أن رفع سن الولوج إلى مباريات التعليم بالتعاقد إلى غاية 55 سنة بدل 45 سنة في السنة الماضية؛ لكنه خلال هذه السنة خفض شرط السن إلى 50 سنة، بسبب اعتراض وزارة التربية على مسألة الترخيص ل"الشيوخ" لولوج مهنة التدريس.