يتميز الجنوب الشرقي بعادات متأصلة في الولائم والمناسبات الاجتماعية والدينية، حيث يبرز التكافل الاجتماعي والتقارب الأسري في التجمع حول أطباق معينة تعد من التراث المغربي الأصيل. وفي قصر جدايد واوزينا بعمق الصحراء، على بعد 20 كلم من جماعة الطاوس بأقرب نقطة من الحدود المغربية الجزائرية، ما زال التضامن حاضرا، وما زالت عادات الرحل سارية، حيث يتقاسم الجميع وجبة "الطْعام" أو الكسكس خارج الجدران الطينية في جو أخوي تضامني. هي عادات مستمدة من رحل آيت خباش بالمنطقة في تنقلهم وترحالهم، وكل بيت أو خيمة تساهم بما جادت به العطية لتستمر العادات رغم موجة الحداثة. هذه العادة، التي تميز بها قصر جدايد واوزينا، قلما نجد لها نظيرا في البساطة المستمدة من العمق الروحي والاجتماعي والثقافي المثقل بالإيحاء والدلالة إظهارا للعمق التاريخي والروحي لهذه الوجبة الشعبية التي وسمت قبائل آيت خباش وزكت الروابط بينها. كما أنها دلالة واضحة على الطابع الثقافي والمجتمعي الذي أصبح تقليداً مغاربياً يدل على مقدرة الجنوب الشرقي على إعطاء الدروس في التكافل الاجتماعي بما جادت به أيادي أناس بسطاء لهم غيرة كبيرة على بلدتهم وعلى أرضهم. يذكر أن قصر جداد واوزينا من القصور التي تشكلت في الأربعينيات، وبها نسيج اجتماعي وجمعوي قوي يصارع التهميش والعزلة من أجل أن تستمر هذه العادات، ومن أجل إثبات الهوية الوطنية الأمازيغية في ارتباط بالأرض، كما أن المنطقة حقل خصب ومورد أصيل للكثير من العادات التي صارت في طور الانقراض.