كل المناطق المغربية لها عادات تميزها في وجبة الفطور خلال شهر رمضان، وتتوحد في الكثير منها ، وتبقى بعض الخصوصيات التي نجدها في مكان دون آخر أو في قبيلة دون آخرى… وعادات قبائل أيت خباش في الفطور تغيرت كما تتغير كل الأشياء مع تحولات الزمن ،فبعدما كانت مائدة الإفطار المبسوطة على الحصير، لا تعدو أن تكون مكونة من التمر» وحريرة زكزاو أو تزاخت» والخبز والزبد والماء والشاي واللبن في بعض الأحيان ، فقد بقيت بعض هذه العناصر ثابتة، وأضيفت لها بعض المواد الأخرى من مشتقات الحليب والعصائر والقهوة والشباكية ومشتقاتها والعجائن، كل واحد حسب مدخول أسرته … لكن الشيء الذي لم يتحول هي اللمة الأسرية الأصيلة، والعادات المتوارثة في الإفطار حيث تتكفل الأم بالطهي والتوزيع، والأب بإعداد الشاي ، والأطفال بتقديم ما يجب للكبار حيت يكون بهو الدار واسعا، وكل فرد من الأسرة له مكانه الخاص في الجلوس حفاظا على التراتبية، ف «تمغارت «لها مكانتها في السلم الاجتماعي ومكانها المرسوم في البيت للجلوس، والأب له مكانه الخاص في الجلوس أيضا وهو من «يقيم أتاي» بالطريقة التقليدية، وينتظره الجميع دون أن يتطاول احد على مهام الأخر ،ويسود الاحترام وينقل للصغار بالعادة في وقار تام بالدعاء للأبناء ، ولا تسمع على لسان الأم غير كلمة «نْ حَمْداسْ إِربّي نْ شكراسْ» وهي القيم التي تربى عليه شيوخ وشباب ساكنة الجنوب الشرقي بالتوارث. وفي لقاء مع الخالة والأم «تودة يدير» من ساكنة مرزوكة بجماعة الطاوس قبل أذان المغرب بقليل صرحت لنا، وهي تعد خبز» أغروم نوكنسو او اغروم نومّاس» قائلة:» نحن ايت خباش نْ حَمداس ْ إربي نْ شكراس ،عاداتنا في الأكل بسيطة في القديم: التمر والماء والحريرة والشاي، وكبرنا والحمد لله دون أن يصيبنا أي مرض ولا نعرف للمستشفيات طريقا من اجل الولادة ونعمل في الحقل ونجلب الماء والحطب وكل شيء والحمد لله بخير».أولادنا الآن هم رجال ولم يكبروا إلا بالبسيط من الاشياء. ونحن مجتمعون أسرة «تودة يدير» يجمعها الود والاحترام والتقدير واللمة الغريبة بين الإخوان وكل له دوره في البناء الأسري، وهي عادات آيت خباش في التربية، القبائل القوية المتماسكة التي استوطنت مناطق كبيرة بصحاري الجنوب الشرقي وواحاته وعاداتها في الإفطار واحدة تقريبا.