يتسم القطاع الفلاحي بالجماعات الترابية أيت ولال والنقوب وتزارين وأيت بوداود وتغبالت، الواقعة بحوض المعيدر من إقليم زاكورة، بديناميكية جديدة في إطار مخطط المغرب الأخضر، الذي تدبره وزارة الفلاحة والذي يتمحور حول دعامتين أساسيتين، من أجل تنمية المنتوجات المجالية التي كانت إلى وقت قريب غير معروفة وتسوق محليا فقط. واستفادت الجماعات الترابية الخمس سالفة الذكر، في السنوات الأخيرة، من عدد من المشاريع الفلاحية المندرجة في إطار مخطط المغرب الأخضر الذي يشكل بديلا واعدا من أجل تنمية محلية ومستدامة، بالإضافة إلى استفادة الفلاحين من فسائل التمر ذات جودة (المجهول والفكوس). وفي إطار تجسيد الإستراتيجية الوطنية لتنمية وترويج المنتوجات الفلاحية المحلية، أحدث المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات وحدة تبريد باسم "المعيدر"، من أجل تثمين وتسويق سلسلة التمور بالجماعات الترابية الخمس سالفة الذكر، وجرى تجهيز الوحدة بمعدات تقنية؛ منها المتعلقة بالتجفيف والفرز والتوضيب. داود أشعيب، رئيس مجموعة ذات النفع الاقتصادي المعيدر، المكلفة بتسيير شؤون وحدة التبريد ذاتها، أوضح أن هذه الوحدة تهدف إلى تثمين المنتوج المحلي المتعلق بسلسلة التمور بالمنطقة، وتسويق المنتوج وتوفيره للمغاربة والأجانب بمعايير السلامة الصحية، مضيفا أن "الوحدة ستعطي القيمة الحقيقية لمنتوج التمر المحلي". وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن وحدة التبريد المحدثة في إطار مخطط المغرب الأخضر ستساهم في حماية منتوج التمر عن طريق وضع علامات مميزة للمنشأ والجودة، وترويج المنتوج على الصعيدين الوطني والدولي بمعايير تتوفر فيها شروط السلامة الصحية، مشيرا إلى أن الوحدة ستساهم في توفير للمستهلك منتوج محلي ذات جودة جيدة. وشدد أوشعيب على أن وحدة التبريد، التي تعد الأولى من نوعها بحوض المعيدر، ستلعب دورا مهما في تحفيز فلاحي المنطقة والمستثمر المحلي لإحداث ضيعات فلاحية جديدة خاصة بالتمور، مشيرا إلى أن وزارة الفلاحة تقدم اليوم دعما ماليا ومعنويا للفلاحين من خلال مشاريع الري بالتنقيط وتوزيع الفسائل، لافتا إلى أن "الفسائل، التي أصبحت توزعها وزارة الفلاحة، لها خاصية تقاوم مرض البيوض الذي خرب في العقود الماضية آلاف من النخيل في واحات المعيدر وباقي الواحات بإقليم زاكورة". وكشف المتحدث ذاته أن المساحة المغروسة بالنخيل بحوض المعيدر بلغت حوالي 1100 هكتار، مشيرا إلى أن المساحة بدأت في التزايد نتيجة الدعم المقدم للفلاحين، ومن المحتمل أن تصل المساحة في السنوات المقبلة أكثر من 3000 هكتار، داعيا الفلاحين إلى ضرورة توسيع زراعة النخيل والحد من غرس منتوجات أخرى تساهم في استنزاف الفرشة المائية. وبخصوص وحدة التبريد المحدثة في إطار مخطط المغرب الأخضر، أكد داود أوشعيب أن الوحدة بدأت في استقبال تمور الفلاحين المحليين، مشيرا إلى أن طاقتها الاستيعابية تفوق 200 طن، لافتا إلى أن "مجموعة ذات النفع الاقتصادي، التي تضم تسع تعاونيات، تشغل فريق عمل متمكنا لاستقبال تمور الفلاحين بوحدة التبريد"، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع الفلاحين من أجل تشجيعهم على دور الوحدة، وفق تعبيره.